صفحة جزء
328 - " أدوا العزائم؛ واقبلوا الرخص؛ ودعوا الناس؛ فقد كفيتموهم " ؛ (خط)؛ عن ابن عمر ؛ (ض).


(أدوا العزائم) ؛ جمع " عزيمة" ؛ وهي لغة: القصد المؤكد؛ ومنه: ولم نجد له عزما ؛ وعرفا: ما لزم العباد بإلزام الله؛ وقيل: الحكم الأصلي السالم عن المعارض؛ (واقبلوا الرخص) ؛ جمع " رخصة" ؛ وهي لغة: خلاف التشديد؛ وعرفا: الحكم المتغير إلى سهولة؛ والمراد: اعملوا بهذه؛ وبهذه؛ ولا تشددوا على أنفسكم بالتزام العزائم؛ فإن الدين يسر؛ وما شاده أحد إلا غلبه؛ وهذه الرخص ما سهله الله على عباده؛ كقصر وفطر المسافر؛ ومسح خف؛ وفطر مريض؛ وشيخ هرم؛ وحامل؛ ومرضع؛ وغير ذلك مما أجمع على حله؛ فإذا أنعم الله - سبحانه وتعالى - على العبد بنعمة؛ حسن قبولها؛ إجلالا لما صدر من كرمه؛ (ودعوا الناس) ؛ اتركوهم؛ ولا تبحثوا عن عيوبهم؛ وأحوالهم الباطنة؛ (فقد كفيتموهم) ؛ أي: إذا فعلتم ذلك كفاكم شرهم من يعلم السر وأخفى؛ وفيه تحذير من مخالطة الناس؛ وحث على تجنبهم بقدر الإمكان.

(خط؛ عن ابن عمر ) ؛ بإسناد ضعيف؛ لكن له شواهد يأتي بعضها.

التالي السابق


الخدمات العلمية