صفحة جزء
6522 - كان إذا أتى مريضا أو أتي به قال: أذهب الباس، رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما - ق هـ) عن عائشة .


(كان إذا أتى مريضا أو أتي به) شك من الراوي (قال) في دعائه له (أذهب الباس) بغير همز للمؤاخاة وأصله الهمز، أي الشدة والعذاب (رب الناس) بحذف حرف النداء اشفه بهاء السكت، أو الضمير للعليل (وأنت) وفي رواية بحذف الواو (الشافي) أخذ منه جواز تسميته تعالى بما ليس في القرآن بشرط أن لا يوهم نقصا وأن يكون له أصل في القرآن، وهذا منه فإن فيه: وإذا مرضت فهو يشفين (لا شفاء) بالمد مبني على الفتح والخبر محذوف، تقديره: لنا، أوله (إلا شفاؤك) بالرفع على أنه بدل من محل لا شفاء. قال الطيبي : خرج مخرج الحصر تأكيدا لقوله: أنت الشافي؛ لأن خبر المبتدأ إذا عرف باللام أفاد الحصر، لأن تدبير الطبيب ونفع الدواء لا ينجح إلا بتقدير الله (شفاء) مصدر منصوب بقوله: اشف (لا يغادر) بغين معجمة يترك (سقما) بضم فسكون وبفتحتين، وفائدة التقييد به أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض [ ص: 87 ] فيخلفه مرض آخر، وكان يدعو له بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء. وقال الطيبي : قوله: شفاء إلى آخره تكميل لقوله: اشف، وتنكير سقما للتقليل، واستشكل الدعاء بالشفاء مع ما في المرض من كفارة وأجور، وأجيب بأن الدعاء عبادة وهو لا ينافيهما. قال ابن القيم : وفي هذه الرقية توسل إلى الله بكمال ربوبيته ورحمته، وأنه وحده الشافي.

(ق هـ) وكذا النسائي ، أربعتهم في الطب كلهم (عن عائشة ).

التالي السابق


الخدمات العلمية