صفحة جزء
6632 - كان إذا جاءه جبريل فقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) علم أنها سورة - ك) عن ابن عباس - صح) .


(كان إذا جاءه جبريل فقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم)) أي: شرع في قراءتها (علم) بذلك (أنها سورة) أي أنه نزل عليه بافتتاح سورة من القرآن لكون البسملة أول كل سورة من القرآن حتى براءة، كما قال ابن عربي . قال: لكن بسملتها نقلت إلى النمل؛ فإن الحق تعالى إذا وهب شيئا لم يرجع فيه ولا يرده إلى العدم، فلما خرجت رحمته براءة وهي البسملة بحكم التبرؤ من أهلها برفع الرحمة عنهم وقف الملك بها لا يدري أين يضعها؛ لأن كل أمة من الأمم الإنسانية قد أخذت برحمتها بإيمانها بنبيها، فقال: أعطوا هذه البسملة للبهائم التي آمنت بسليمان وهي لا يلزمها إيمان إلا برسولها، فلما عرفت قدر سليمان وآمنت به أعطيت من الرحمة الإنسانية حظا وهو البسملة التي سلبت عن المشركين.

[فائدة] في تذكرة المقريزي عن الميانشي أنه صلى خلف المازري فسمعه يبسمل، فقال له: أنت اليوم إمام في مذهب مالك ، فكيف تبسمل؟ فقال: قول واحد في مذهب مالك أن من قرأها في الفريضة لا تبطل صلاته، وقول واحد في مذهب الشافعي أن من لم يقرأ بها بطلت صلاته، فأنا أفعل ما لا [ ص: 118 ] تبطل به صلاتي في مذهب إمامي وتبطل بتركه في مذهب الغير لكي أخرج من الخلاف.

(ك) في الصلاة عن معمر ، عن مثنى بن الصلاح، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد ، (عن ابن عباس ). وقال: صحيح، فتعقبه الذهبي بأن مثنى متروك، كما قاله النسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية