صفحة جزء
355 - " إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا؛ كما يحمي أحدكم سقيمه الماء " ؛ (ت ك هب) ؛ عن قتادة بن النعمان ؛ (صح).


(إذا أحب الله عبدا حماه) ؛ أي: حفظه من متاع (الدنيا) ؛ أي: حال بينه وبين نعيمها وشهواتها؛ ووقاه أن يتلوث بزهرتها؛ لئلا يمرض قلبه بها وبمحبتها وممارستها؛ ويألفها؛ ويكره الآخرة؛ (كما يحمي) ؛ أي: يمنع؛ (أحدكم سقيمه الماء) ؛ أي: شربه؛ إذا كان يضره؛ وللماء حالة مشهورة في الحماية عند الأطباء؛ بل هو منهي عنه للصحيح أيضا؛ إلا بأقل ممكن؛ فإنه يبلد الخاطر؛ ويضعف المعدة؛ ولذلك أمروا بالتقليل منه؛ وحموا المريض عنه؛ فهو - جل اسمه - يذود من أحبه عنها؛ حتى لا يتدنس بها وبقذارتها؛ ولا يشرق بغصصها؛ كيف [لا]؛ وهي للكبار مؤذية؛ وللعارفين شاغلة؛ وللمريدين حائلة؛ ولعامة المؤمنين قاطعة؟! والله (تعالى) لأوليائه ناصر؛ ولهم منها حافظ؛ وإن أرادوها.

(ت ك) ؛ في الطب؛ (هب؛ عن قتادة بن النعمان ) ؛ بضم النون؛ زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الظفري الأنصاري؛ بدري من أكابر الصحابة؛ أصيبت عينه يوم " بدر" ؛ أو " أحد" ؛ أو " الخندق" ؛ فتعلقت بعرق؛ فردها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ فكانت أحسن عينيه؛ قال الحاكم : صحيح؛ وأقره الذهبي ؛ وقال الترمذي : حسن غريب؛ وقال المنذري: حسن؛ ولم يرمز له المؤلف بشيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية