صفحة جزء
6826 - كان أكثر دعوة يدعو بها: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (حم ق د) عن أنس. (صح)
(كان أكثر دعوة يدعو بها ربنا) بإحسانك (آتنا في الدنيا) حالة (حسنة) لنتوصل إلى الآخرة بها على ما يرضيك ، قال الحرالي: وهو الكفاف من مطعم ومشرب وملبس ومأوى وزوجة لا سرف فيها (وفي الآخرة حسنة) أي من [ ص: 169 ] رحمتك التي تدخلنا بها جنتك (وقنا عذاب النار) بعفوك وغفرانك ، قال الطيبي: إنما كان يكثر من هذا الدعاء لأنه من الجوامع التي تحوز جميع الخيرات الدنيوية والأخروية ، وبيان ذلك أنه كرر الحسنة ونكرها تنويعا ، وقد تقرر في علم المعاني أن النكرة إذا أعيدت كانت الثانية غير الأولى ، فالمطلوب في الأولى الحسنات الدنيوية من الاستعانة والتوفيق والوسائل التي بها اكتساب الطاعات والمبرات بحيث تكون مقبولة عند الله ، وفي الثانية ما يترتب من الثواب والرضوان في العقبى ، قوله: وقنا عذاب النار تتميم ، أي إن صدر منا ما يوجبها من التقصير والعصيان فاعف عنا وقنا عذاب النار ، فحق لذلك أن يكثر من هذا الدعاء

(حم ق د) من حديث قتادة عن أنس بن مالك ، قال صهيب: سأل قتادة أنسا: أي دعوة كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر؟ فذكره ، قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية