صفحة جزء
7192 - لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط على بعيره قد أضله بأرض فلاة (ق) عن أنس.
[ ص: 252 ] (لله) اللام للابتداء ، والجلالة مبتدأ خبره (أشد فرحا) أي رضى (بتوبة عبده) فإطلاق الفرح في حق الله مجاز عن رضاه وبسط رحمته ومزيد إقباله على عبده وإكرامه له (من أحدكم إذا سقط على بعيره) أي صادفه وعثر عليه بلا قصد فظفر به ، ومنه قولهم: على الخبير سقطت (قد أضله) أي ذهب منه أو نسي محله (بأرض فلاة) أي مفازة ، والمراد أن التوبة تقع من الله في القبول والرضى موقعا يقع في مثله ما يوجب فرط الفرح ممن يتصور في حقه ذلك ، فعبر بالرضى عن الفرح تأكيدا للمعنى في ذهن السامع ، ومبالغة في تقديره ، وحقيقة الفرح لغة: انشراح الصدر بلذة عاجلة ، وهو محال في حقه تقدس. قال ابن عربي: لما حجب العالم بالأكوان ، واشتغلوا بغير الله عن الله ، فصاروا بهذا الفعل في حال غيبة عنه تقدس ، فلما وردوا عليه بنوع من أنواع الحضور ، أرسل إليهم في قلوبهم من لذة نعيم محاضرته ومناجاته ومشاهدته ما يتحبب بها قلوبهم ، فكنى بالفرح عن إظهار هذا الفعل لأنه إظهار سرور بقدومه عليه

(ق) في التوبة وغيرها (عن أنس) بن مالك.

التالي السابق


الخدمات العلمية