صفحة جزء
7203 - لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة (د) عن أنس. (ح)
(لأن) بفتح الهمزة التي بعد لام القسم (أقعد مع قوم يذكرون الله) هذا لا يختص بذكر "لا إله إلا الله" ، بل يلحق به ما في معناه كما تشير إليه رواية أحمد (من صلاة الغداة) أي الصبح (حتى تطلع الشمس) ثم أصلي ركعتين أو أربعا كما في رواية (أحب إلي من أن أعتق) بضم الهمزة وكسر التاء (أربعة) أي أربعة أنفس (من ولد إسماعيل) زاد أبو يعلى: دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفا. قال البيضاوي: خص الأربعة لأن المفضل عليه مجموع أربعة أشياء: ذكر الله ، والقعود له ، والاجتماع عليه ، والاستمرار به إلى الطلوع أو الغروب ، وخص بني إسماعيل لشرفهم وإنافتهم على غيرهم ، ولقربهم منه ومزيد اهتمامه بخلافهم ، وقال الطيبي: خصهم لكونهم أفضل أصناف الأمم قدرا ورجاء ووفاء وسماحة وحسبا وشجاعة وفهما وفصاحة وعفة ونزاهة ، ثم أولاد إسماعيل أفضل العرب لما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم منهم (ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله) ظاهره وإن لم يكن ذاكرا ؛ لأن الاستماع قائم مقام الذكر ، وهم القوم لا يشقى جليسهم (من) بعد (صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبة) من ولد إسماعيل ، والذي وقفت عليه في أصول صحيحة "أربعة" بدل "رقبة" ، وهكذا هو في المصابيح وغيرها ، وهو الصواب ، قال الطيبي: نكر "أربعة" وأعادها لتدل على أن الثاني غير الأول ، ولو عرف لاتحدا ، نحو قوله تعالى غدوها شهر ورواحها شهر وهذا يبين أن من أعتق رقبة عتق بكل عضو منها عضو منه من النار ، فقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير الخطايا ، مع ما يبقى من زيادة عتق الرقاب للزائد على الواحدة ، سيما من ولد الأنبياء

(د) في العلم من حديث الأعمش (عن أنس) قال الأعمش: اختلف أهل البصرة في القص ، فأتوا أنسا فقالوا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص ؟ قال: لا ، إنما بعث بالسيف ، [ ص: 256 ] ولكن سمعته يقول: لأن أقعد... إلخ ، رمز المصنف لحسنه ، وهو فيه تابع للحافظ العراقي حيث قال: إسناده حسن ، لكن قال تلميذه الهيثمي: فيه محتسب أبو عائد ، وثقه ابن حبان ، وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات اه.

التالي السابق


الخدمات العلمية