صفحة جزء
368 - " إذا أدخل الله الموحدين النار؛ أماتهم فيها إماتة؛ فإذا أراد أن يخرجهم منها؛ أمسهم ألم العذاب تلك الساعة " ؛ (فر)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح).


(إذا أدخل الله الموحدين) ؛ القائلين بأن الله واحد؛ لا شريك له؛ وهذا شامل لموحدي هذه الأمة؛ وغيرها؛ (النار) ؛ ليطهرهم؛ والمراد بهم بعضهم؛ وهو من مات عاصيا؛ ولم يتب؛ ولم يعف عنه؛ (أماتهم فيها) ؛ لطفا منه بهم؛ وإظهارا لأثر التوحيد؛ بمعنى أنه يغيب إحساسهم؛ أو يقبض أرواحهم بواسطة؛ أو غيرها؛ فعلى الثاني هو موت حقيقي؛ وبه يتجه تأكيده بالمصدر في قوله؛ (إماتة) ؛ وذلك لتحققهم بحقيقة لا إله إلا الله؛ صدقا بقلوبهم؛ لكنهم لما لم يوفوا بشروطها؛ عوقبوا بحبسهم عن الجنة؛ والمسارعة إلى جوار الرحمن؛ (فإذا أراد أن يخرجهم منها) ؛ أي: بالشفاعة؛ أو الرحمة؛ (أمسهم) ؛ أي: أذاقهم؛ (ألم العذاب تلك الساعة) ؛ أي: ساعة خروجهم؛ قال السخاوي : و" العذاب" : إيصال الألم إلى الحي؛ مع الهوان؛ فإيلام الأطفال والحيوان ليس بعذاب؛ انتهى؛ وقيل: سمي " عذابا" ؛ لأنه يمنع المعاقب من المعاودة لمثل فعله؛ وأصل " العذاب" : المنع؛ والمراد هنا عذاب نار الآخرة؛ وهل هذا الإحساس عام؛ أو خاص؟ احتمالان؛ وعلى العموم يختلف هذا الألم باختلاف الأشخاص؛ فبعضهم يكون تألمه في تلك الساعة اللطيفة شديدا؛ وبعضهم يكون عليه كحر الحمام؛ كما ورد في خبر.

(فر؛ عن أبي هريرة ) ؛ قال الهيتمي: فيه الحسن بن علي بن راشد؛ صدوق؛ رمي بشيء من التدليس؛ وأورده الذهبي في الضعفاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية