صفحة جزء
373 - " إذا أذن في قرية؛ أمنها الله من عذابه ذلك اليوم " ؛ (طص)؛ عن أنس ؛ (ض).


(إذا أذن) ؛ بالبناء للمجهول؛ (في قرية) ؛ أو بلد؛ أو نحوها من أماكن الاجتماع؛ (أمنها الله) ؛ بالقصر؛ والمد؛ أي: أمن أهلها؛ (من عذابه) ؛ أي: من إنزال عذابه بهم؛ (في ذلك اليوم) ؛ الذي أذن فيه؛ أو في تلك الليلة كذلك؛ ثم يحتمل عمومه؛ فلا يحصل لهم بلاء من فوقهم؛ ولا من تحتهم؛ ولا يسلط عليهم عدوا؛ ويحتمل اختصاصه بمنع الخسف والمسخ والقذف بالحجارة؛ ونحو ذلك؛ ويحتمل منع المسلمين من قتالهم؛ لأن الأذان من شعار الدين؛ فإذا سمعه منهم من يريد قتالهم لزمه الكف.

(فائدة): ذكر الإمام الرازي في الأسرار أن الماء زاد ببغداد؛ حتى أشرفت على الغرق؛ فرأى بعض الصلحاء في النوم كأنه واقف على طرف دجلة؛ وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ غرقت بغداد؛ فجاء شخصان؛ فقال أحدهما لصاحبه: " ما الذي أمرت به؟" ؛ قال: " بتغريق بغداد؛ ثم نهيت" ؛ قال: " ولم؟" ؛ قال: " رفعت ملائكة الليل أن البارحة افتض ببغداد سبعمائة فرج حرام؛ فغضب الله؛ فأمرني بتغريقها؛ ثم رفعت ملائكة النهار في صبح ذلك اليوم سبعمائة أذان وإقامة؛ فغفر الله (تعالى) لهؤلاء بهؤلاء" ؛ فانتبه وقد نقص الماء.

(طص؛ عن أنس ) ؛ وفيه عبد الرحمن بن سعد ؛ ضعفه ابن معين وغيره؛ وظاهر تخصيصه المعجم الصغير بالعزو أنه لم يخرجه إلا فيه؛ والأمر بخلافه؛ فقد خرجه في معاجيمه الثلاثة؛ هكذا ذكره المنذري؛ وضعفه.

التالي السابق


الخدمات العلمية