صفحة جزء
7378 - لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف (خط) عن أنس. (ض)
(لمعالجة ملك الموت) الإنسان عند قبض روحه (أشد) عليه ، أي أكثر ألما (من ألف ضربة بالسيف) هذا عبارة عن كونه أشد الآلام الدنيوية على الإطلاق ، ومن ثم لما كان فيه من شدة المشقة ، لم يمت نبي من الأنبياء حتى [ ص: 300 ] يخير. كان عيسى إذا ذكر الموت يقطر جلده دما ويقول للحواريين: ادعوا الله لي أن يخفف علي الموت ، وفي الرعاية للمحاسبي: إن الله سبحانه قال لإبراهيم: يا خليلي ، كيف وجدت الموت ؟ قال: كسفود محمى جعل في صوف رطب ثم جذب ، قال: أما إنا قد هونا عليك ، وروي أن موسى قال له ربه: كيف وجدت الموت ؟ قال: وجدت نفسي كالعصفور الحي حين يلقى على المقلى ، وفي رواية: وجدت نفسي كشاة حية تسلخ بيد القصاب ، ولما احتضر عمرو بن العاص فقال له ابنه: كنت تقول: ليتني كنت ألقى رجلا عاقلا لبيبا عند نزول الموت يصفه لي ، وأنت ذاك ، قال: كأني أتنفس من سم إبرة ، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي ، وفي التذكرة عن أبي ميسرة: لو أن ألم شعرة من الميت وضع على أهل السماء والأرض لماتوا جميعا ، فإن قيل: يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ، ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على الظن سهولة أمر الموت ؟ قلنا: ألم الموت باطني ، ولا نعرف ما للميت فيه

[تنبيه] ذكر الغزالي في الدرة الفاخرة كلاما طويلا في كيفية قبض ملك الموت للأرواح ، منه: أن ملك الموت يطعن الميت بحربة ، فتفر الروح ويقبض خارج البدن ، فيأخذها الملك في يده ترعد - أشبه شيء بالزئبق على قدر الجرادة - شخصا إنسانيا ، هكذا قال والعهدة عليه ، وقال القرطبي: قال علماؤنا: مشاهدة ملك الموت وما يدخل على القلب منه من الروع والفزع أمر لا يعبر عنه لعظيم هوله وفظاعة رؤيته ، ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الذي يتبدى له ويطلع عليه ، وإنما هي أمثال تضرب وحكايات تروى (تتمة) قال النووي في بستانه: مات الفقيه نجم الدين الكردي ، فرأيته فقلت له: أحييت ؟ فقال: أحييت ، قلت: قال في الإحياء: الموت أمر عظيم ، ولم يأتنا أحد بعده يخبرنا عن حقيقته ، ولا يعرف حقيقته إلا من ذاقه ، فأخبرنا عنه فقال: وإن كان صعبا ، لكنه لحظة يسيرة ثم تنقضي

(خط) في ترجمة محمد بن منصور الهاشمي (عن أنس) وفيه محمد بن قاسم البلخي ، قال ابن الجوزي: وضاع ، وأورد الحديث في الموضوعات ، وتعقبه المصنف بأن فيه مرسلا جيدا يشهد له .

التالي السابق


الخدمات العلمية