صفحة جزء
7392 - لن يغلب عسر يسرين: إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا (ك) عن الحسن مرسلا. (ح)
[ ص: 303 ] (لن يغلب عسر يسرين: إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) قال الحكيم: اليسر الأول هو ما أعطي العبد من الآلة والعلم والمعرفة والقوة ، فلولا النفس التي تحارب صاحبها تدفع ما يريد إفساده عليه لكان الأمر يتم ، فإنه قد أعطي يسر ما به يقوم الأمر الذي أمر به ، لكن جاءت النفس بشهواتها والعدو بكيده فاحتاج إلى يسر آخر ، فإذا جاء العون انهزمت النفس والشهوة وهرب العدو وبطل كيده ، فهذا ليس يسرا ، فهما يسران لن يغلبهما هذا العسر الذي بينهما ، وهو مجاهدة النفس حتى يأتيك اليسر الثاني ، وهو العون من الله بعطفه عليك ، كرر ذلك اتباعا للفظ الآية إشارة إلى أن العسرين في المحلين واحد واليسر الأول غير الثاني ، لأن النكرة إذا كررت فالثاني غير الأول ، والمعرفة الثانية عينه ، قال ابن أبي جمرة: كان علي كرم الله وجهه إذا كان في شدة استبشر وفرح ، أو في رخاء قلق ، فقيل له فقال: ما من ترحة إلا وتبعتها فرحة ، وما من فرحة إلا وتبعتها ترحة ، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا

(ك) في التفسير (عن الحسن) البصري (مرسلا) قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما مسرورا فرحا يضحك ويقول: لن يغلب.... إلخ ، قال المصنف: صحيح الإسناد ، لكن في مراسيل الحسن خلاف ، فبعضهم صححها وبعضهم قال: هي كالريح ، لأخذه عن كل أحد ، وأفاد الزيلعي أن ابن مردويه رفعه إلى جابر في تفسيره برفعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية