صفحة جزء
379 - " إذا أراد الله بعبد خيرا عسله " ؛ قيل: وما عسله؟ قال: " يفتح له عملا صالحا قبل موته؛ ثم يقبضه عليه" ؛ (حم طب) ؛ عن أبي عنبة.


(إذا أراد الله بعبد خيرا عسله) ؛ بفتح العين؛ والسين المهملتين؛ تشدد؛ وتخفف؛ أي: طيب ثناءه بين الناس؛ من " عسل الطعام؛ يعسله" ؛ إذا جعل فيه العسل؛ ذكره الزمخشري ؛ (قيل) ؛ أي: قالوا: يا رسول الله؛ (وما عسله؟) ؛ أي: ما معناه؟ (قال: يفتح له عملا صالحا قبل موته؛ ثم يقبضه عليه) ؛ فهذا من كلام الراوي؛ لا المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ شبه ما رزقه الله من العمل الصالح الذي طاب ذكره؛ وفاح نشره؛ بالعسل الذي هو الطعام الصالح؛ الذي يحلو به كل شيء؛ ويصلح كل ما خالطه؛ ذكره الزمخشري ؛ قال الحكيم الترمذي : فهذا عبد أدركته دولة السعادة فأصاب حظه ومراده بعدما قطع عمره في رفض العبودية؛ وتعطيلها؛ وعطل الحدود؛ وأهمل الفرائض؛ فلما قرب أوان شخوصه إلى الحق؛ أدركته السعادة بذلك الحظ الذي كان سبق له؛ فاستنار الصدر بالنور؛ وانكشف الغطاء؛ فأدركته الخشية؛ وعظمت مساويه عنده؛ فاستقام أمره؛ فعمل صالحا قليلا؛ فأعطي جزيلا.

(حم طب؛ عن أبي عنبة) ؛ بكسر العين المهملة؛ وفتح النون؛ الخولاني؛ واسمه: عبد الله بن عنبة؛ أو عمارة؛ قال ابن الأثير: اختلف في صحبته؛ قيل: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ولم يره؛ وقيل: صلى للقبلتين؛ وقيل: أسلم قبل موت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولم يره؛ قال الهيتمي: وفيه بقية؛ مدلس؛ وقد صرح بالسماع في المسند؛ وبقية رجاله ثقات؛ انتهى؛ ومن ثم رمز المؤلف لحسنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية