صفحة جزء
380 - " إذا أراد الله بعبد خيرا؛ استعمله " ؛ قيل: ما يستعمله؟ قال: " يفتح له عملا صالحا بين يدي موته؛ حتى يرضي عنه من حوله" ؛ (حم ك) عن عمرو بن الحمق؛ (صح).


( إذا أراد الله بعبد خيرا؛ استعمله؛ قيل) ؛ أي: قال بعض الصحب: يا رسول الله؛ (وما استعمله؟) ؛ أي: ما المراد به؟ (قال: يفتح له عملا صالحا) ؛ بأن يوفقه له؛ (بين يدي موته) ؛ أي: قرب موته؛ فسمى ما قرب منه باليدين؛ توسعا؛ كما يسمى الشيء باسم غيره؛ إذا جاوره ودنا منه؛ وقد جرت هذه العبارة هنا على أحسن سنن ضرب المثل؛ (حتى يرضي عنه) ؛ بضم أوله؛ والفاعل الله (تعالى)؛ ويجوز فتحه؛ والفاعل؛ (من حوله) ؛ من أهله وجيرانه ومعارفه؛ فيبرئون ذمته؛ ويثنون عليه خيرا؛ فيجيز الرب شهادتهم؛ ويفيض عليه رحمته؛ وتفريغ المحل شرط لدخول غيث الرحمة؛ فمتى لم يفرغ المحل لم يصادف الغيث [ ص: 257 ] محلا قابلا للنزول؛ وهذا كمن أصلح أرضه لقبول الزرع؛ ثم يبذر؛ فإذا طهر العبد تعرض لنفحات رياح الرحمة؛ ونزول الغيث في أوانه؛ وحينئذ يكون جديرا بحصول الغلة.

(تنبيه) أشار المؤلف بالجمع بين هذين الحديثين في موضع إلى رد قول ابن العربي: الرواية " استعمله" ؛ وأما " عسله" ؛ فهو تصحيف؛ فبين أنه غير صحيح.

(حم ك) ؛ في الجنائز؛ (عن عمرو بن الحمق) ؛ بفتح المهملة؛ وكسر الميم بعدها قاف؛ ابن كاهل - ويقال: كاهن - بالنون -؛ ابن حبيب الخزاعي؛ سكن الكوفة؛ ثم مصر؛ له صحبة؛ قتل بالموصل؛ في خلافة معاوية ؛ قال الحاكم : صحيح؛ وقال الهيتمي: رجال أحمد رجال الصحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية