صفحة جزء
7416 - لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا ، لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم ، فكيف بمن تكون طعامه؟ (حم ت ن هـ حب ك) عن ابن عباس. (ح)
(لو أن قطرة من الزقوم) شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم والريح ، ويكره أهل النار على تناولها (قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم ، فكيف بمن تكون طعامه) قال: حين قرأ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون قال أبو الدرداء: يلقى عليهم الجوع حتى يعدل ما بهم من العذاب ، فيستغيثون ، فيغاثون بطعام ذي غصة وعذاب أليم ، والقصد بهذا الحديث وما أشبهه التنبيه على أن أدوية القلوب استحضار أحوال الآخرة وأحوال أهل الشقاء وديارهم ، فإن النفس مشغولة بالتفكر في لذائذ الدنيا وقضاء الشهوات ، وما من أحد إلا وله في كل حالة ونفس من أنفاسه شهوة سلطت عليه واسترقته ، فصار عقله مسخرا لشهوته ، فهو مشغول بتدبير حيلته ، وصارت لذته في طلب الحيلة أو مباشرة قضاء الشهوة ، فعلاج ذلك أن تقول لقلبك: ما أشد غباوتك في الاحتراز من الفكر في الموت وما بعده من أهوال الموقف ، ثم عذاب جهنم وطعام أهلها وشرابهم فيها ، يورد على فكره مثل هذا الحديث ويقول: كيف تصبر على مقاساته إذا وقع ، وأنت عاجز عن الصبر على أدنى آلام الدنيا

(حم ت ن هـ حب ك عن [ ص: 310 ] ابن عباس) قال الترمذي: حسن صحيح ، وقال جدي في أماليه: هذا حديث صحيح وقع لنا عاليا ، ورواه عنه أيضا الطيالسي وغيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية