صفحة جزء
7433 - لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم ما أكلتم منها سمينا (هب) عن أم صبية. (ض)
(لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم) منه (ما أكلتم منها لحما سمينا) لأن بذكره تنقص النعمة وتكدر صفوة اللذة ، وذلك مهزل لا محالة. في هذه الحكمة الوجيزة أتم تنبيه وأبلغ موعظة للقلوب الغافلة ، والنفوس اللاهية [ ص: 315 ] بحطام الدنيا ، والعقول المتحيرة في أودية الشهوات عن هازم اللذات ، ثم غاب عن ذوي العقول كيف لهوا عن شأن الموت حتى ثملوا بالطعام ، وعبلت أجسادهم من الشبع من الحرام ، والبهائم التي لا عقول لها ، لو قدر شعورها بالموت وسكرته وقطعه عن كل محسوس ، لمنعها من الهناء من الطعام والشراب بحيث لا تسمن ، فما بال العقلاء أولي النهى والأحلام ، مع علمهم بقهر الموت وحسرة الفوت ، لا يدري بماذا يسير ولا إلى أين ينقلب ، فالموت طالب لا ينجو منه هارب ، فهناك تجلى حقيقة من أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه

[تنبيه] لهذا الحديث قصة ، وهي ما خرجه السهيلي والحاكم بإسناد فيه ضعفاء إلى أبي سعيد الخدري: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظبية مربوطة إلى خباء فقالت: يا رسول الله ، حلني حتى أذهب فأرضع خشفي ثم أرجع فتربطني ، فقال: صيد قوم وربطه قوم ، ثم أخذ عليها فحلفت فحلها ، فلم تمكث إلا قليلا حتى رجعت وقد نفضت ضرعها ، فربطها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء صاحبها فاستوهبها منه فوهبها له ، يعني فأطلقها ، ثم قال: لو يعلم البهائم... إلخ

(هب) وكذا القضاعي (عن أم صبية) بضم الصاد وفتح الموحدة وتشديد المثناة بضبط المصنف ، وتقدم لذلك ابن رسلان وابن حجر ، وهي الجهنية والصحابية ، واسمها خولة بنت قيس على الأصح ، وفيه عبد الله بن سلمة بن أسلم ، ضعفه الدارقطني ، ورواه الديلمي عن أبي سعيد.

التالي السابق


الخدمات العلمية