صفحة جزء
7746 - اللبن في المنام فطرة ( البزار ) عن أبي هريرة . (صح)
(اللبن في المنام فطرة) لأن العالم القدسي يصاغ فيه الصور من العالم الحسي لتدرك منه المعاني ، فلما كان اللبن في العالم الحسي من أول ما يحصل به التربية ويرسخ به المولود ، صيغ منه مثال للفطرة التي بها تتم القوة الروحانية ، وتنشأ عنها الخاصة الإنسانية ، ذكره بعض الأعاظم ، وقال العارف ابن عربي : أراد بالفطرة هنا علم التوحيد لا غير ، فهو الفطرة التي فطر الحق عليها عباده حتى أشهدهم حين قبضهم من ظهورهم ألست بربكم قالوا بلى فشهدوا الربوبية قبل كل شيء ، ولولا حقيقة مناسبة [ ص: 401 ] جامعة بين العلم واللبن لما ظهر بصورته في عالم الخيال ، عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله ، فالعارف من يأخذ عن الله لا عن نفسه ، وشتان بين مؤلف يقول: حدثني فلان رحمه الله عن فلان رحمه الله تعالى ، وبين من يقول: حدثني قلبي عن ربي ، وإن كان هذا رفيع القدر ، فشتان بينه وبين من يقول: حدثني ربي عن ربي ، أي حدثني ربي عن نفسه ، وهذا هو العلم الحاصل للقلب عن المشاهدة الذاتية ، التي منها يفيض عن السر والروح والنفس ، فمن كان هذا مشربه كيف يعرف مذهبه ؟

( البزار ) في مسنده (عن أبي هريرة ) قال الهيثمي : فيه محمد بن مروان ، ثقة وفيه لين ، وبقية رجاله ثقات.

التالي السابق


الخدمات العلمية