صفحة جزء
7767 - ما آتى الله عالما علما إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه (ابن نظيف في جزئه ، وابن الجوزي في العلل) عن أبي هريرة. (صح)
(ما آتى الله عالما علما إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه) فعلى العلماء أن لا يبخلوا بتعليم ما يحسنون ، وأن لا يمتنعوا من إفادة ما يعلمون ، فإن البخل لؤم وظلم ، والمنع حسد وإثم ، وكيف يسوغ لهم المنع بما منحوه جوادا من غير بخل ، وأوتوه عفوا من غير بذل ، أم كيف يجوز لهم الشح بما إن بذلوه زادوا نماء ، وإن كتموه تناقص ووهى ، ولو استن بذلك من تقدم ، لما وصل العلم إليهم وانقرض بانقراضهم ، وصاروا على مر الأيام جهالا ، وتقلب الأحوال وتناقصها أرذالا وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه وما أحسن ما قال بعضهم:


أفد العلم ولا تبخل به. . . وإلى علمك علما فاستزد

    من يفده يجزه الله به.
. . وسيغني الله عمن لم يفد



(تنبيه حسن) قال الراغب: إفادة العلم من وجه صناعة ، ومن وجه عبادة ، ومن وجه خلافة الله ، فإن الله تعالى مع استخلافه قد فتح على قلبه العلم ، الذي هو أخص صفاته تعالى ، فهو خازن لأجل خزائنه ، وقد أذن الله له في الإنفاق على كل أحد ممن لا يفوته الإنفاق عليه ، وكلما كان إنفاقه على ما يحب وكما يحب أكثر ، كان جاهه عند مستخلفه أوفر

(ابن نظيف في جزئه وابن الجوزي في) كتاب (العلل) المتناهية في الأحاديث الواهية (عن أبي هريرة) قضية تصرف المصنف أن ابن الجوزي خرجه وسكت عليه ، والأمر بخلافه ، بل بين فيه أن موسى البلقاوي ، قال أبو زرعة: كان يكذب ، وابن حبان: كان يضع الأحاديث على الثقات ، هكذا قال ، ثم ظاهر عدول المصنف لذينك أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز ، وهو عجب ، فقد خرجه أبو نعيم والديلمي باللفظ المزبور عن أبي هريرة المذكور ، ثم قال الديلمي: [ ص: 407 ] وفي الباب ابن عباس أيضا ، وخرج نحوه في الخلفيات.

التالي السابق


الخدمات العلمية