صفحة جزء
7773 - ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقا ، أو تعلقت تميمة ، أو قلت الشعر من قبل نفسي (حم د) عن ابن عمرو . (ح)
[ ص: 408 ] (ما أبالي ما أتيت) "ما" الأولى نافية ، والثانية موصولة ، والراجع محذوف ، والموصول مع الصلة مفعول "أبالي" ، وقوله (إن أنا شربت ترياقا) شرط حذف جوابه لدلالة الحال عليه ، أي إن فعلت هذا فما أبالي كل شيء أتيت به ، لكني أبالي من إتيان بعض الأشياء ، والترياق بالكسر: دواء السموم ، يعني حرام عليه شرب الترياق لنجاسته ، فإن اضطر إليه ولم يقم غيره مقامه جاز ، قال بعض المحدثين: النفع به محسوس ، والبرء به موجود ، وذلك مما يبعد صحة الحديث ، والكلام في الترياق المعمول بلحم الحيات لا غيره ، كترياق الأربع والسوطير المسماة عندهم بالمخلص الأكبر ونحوه ، فإن هذا استعماله جائز مطلقا ، وقول البعض: الحديث مطلق فيجتنب جمود (أو تعلقت تميمة) أي لا أبالي من تعليق التميمة المعروفة ، لكني أبالي على ما تقرر فيما قبله (أو قلت شعرا من قبل) أي جهة (نفسي) بخلاف قوله على الحكاية ، وهذا وإن أضافه إلى نفسه فمراده إعلام غيره بالحكم ، وتحذيره من ذلك الفعل ، وأما ما مر من أن الأمر بالتداوي والاسترقاء فمحله فيما لا محذور فيه من نجاسة أو غيرها

(حم د) من حديث سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي (عن ابن عمرو) بن العاص ، رمز المصنف لحسنه ، وكأنه ذهل عن قول الذهبي في المهذب: هذا حديث منكر ، تكلم في ابن رافع لأجله ، ولعله من خصائصه عليه الصلاة والسلام ، فإنه رخص في الشعر لغيره اه.

التالي السابق


الخدمات العلمية