صفحة جزء
7793 - ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة على تركته ( ابن المبارك ) عن ابن شهاب مرسلا. (ض)
(ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة على تركته) فإن إحسان الصدقة وصف لكمالها من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له فالإضعاف لحسن الصدقة ، وتحسينها بأن يخرجها بانشراح صدر ، ومن أحل ماله وأصفاه وأطيبه ، ويخرجها في أول وجوبها خوف الحوادث وشح النفس ، وألا يعذب قلوب الفقراء بالانتظار ، وينظر في ذلك إلى نعمة الله عليه بتوفيقه ، لئلا يتكبر ويعجب فيورثه المن والأذى ، فيحبط أجره ، وأن يرى فضل المستحق عليه ، لأنه سبب طهرته ورفع درجته في الآخرة ، وأن تكون صدقته سرا اكتفاء بنظر الله وعلمه ، وصيانة للفقير عن اشتهار أمره ، وأن يكون عند الإخراج مستصغرا لما يعطي متواضعا لمن يعطي ، إلى غير ذلك. ومعنى إحسان الخلافة في تركته: تزكية أولاده ، والمعنى أنه تعالى يخلفه في أولاده وعياله بحسن الخلافة ، من الحفظ لهم وحراسة ما لهم وعليهم ، وإن أريد بالتركة المال ، فإحسان الخلافة: دوام ثواب ما أوجده له من وجوه البر ، وانصراف ذلك المال في طاعة لا معصية ، أو يبارك فيه لورثته

( ابن المبارك ) في الزهد (عن ابن شهاب ) وهو الزهري (مرسلا) قال الحافظ العراقي : بإسناد صحيح ، وأسنده الخطيب في أسماء من روى عن مالك من حديث ابن عمر وضعفه اه. وأقول: أسنده أيضا الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس ، وذكر أن في الباب ابن عمر أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية