صفحة جزء
7795 - ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين (طس هب) عن أبي هريرة . (ح)
(ما أخاف على أمتي) أمة الإجابة (إلا ضعف اليقين) لأن سبب ضعفه ميل القلب إلى المخلوق ، وبقدر ميله له يبعد عن مولاه ، وبقدر بعده عنه يضعف يقينه ، واليقين: استقرار العلم الذي لا يتغير في القلب ، والسكون إلى الله ثقة به ورضى بقضائه ، وذلك صعب عسير على من شاء الله. قال القشيري : حرام على قلب شم رائحة اليقين وفيه سكون لغير الله ، واليقين: استقرار الفؤاد ، وقد وصف الله المؤمنين بالإيمان بالغيب ، والإيمان: التصديق ، ولا يصدق الإنسان بالخبر حتى يتقرر عنده فيصير كالمشاهدة ، والمشاهدة بالقلب هو اليقين ، فإذا ضعف البصر لم يعاين الشيء كما هو ، ولم يبصر الغيب الذي يجب الإيمان به من توحيد الله وإجلاله وهيبته ، فلا تكون عبادته لربه كأنه يراه ، ولم يبصر الدار الآخرة التي هي المنقلب ، ولم يبصر الثواب والعقاب الباعثين على الطاعة والمعصية ، فمن لم يبصر هذا بقلبه لم يتيقنه وإن أقر بلسانه وصدق من جهة الخبر ، فهو في حيرة وعمى ، فاستبان أنه إذا ضعف اليقين ضعف الإيمان

(طس هب عن أبي هريرة ) قال الهيثمي : رجاله ثقات.

التالي السابق


الخدمات العلمية