صفحة جزء
7801 - ما أخشى عليكم الفقر ، ولكني أخشى عليكم التكاثر ، وما أخشى عليكم الخطأ ، ولكني أخشى عليكم التعمد (ك هب) عن أبي هريرة . (ض)
(ما أخشى عليكم الفقر) الذي بخوفه تقاطع أهل الدنيا وتدابروا وحرصوا وادخروا (ولكن أخشى عليكم التكاثر) يعني ليس خوفي عليكم من الفقر ، ولكن خوفي من الغنى الذي هو مطلوبكم ، قال بعضهم: سبب خشيته علمه أن الدنيا ستفتح عليهم ويحصل لهم الغنى بالمال ، وذلك من أعلام نبوته ، لأنه إخبار عن غيب وقع ، وقال الطيبي : اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان في الشفقة على أصحابه كالأب ، لكن حاله في أمر المال يخالف حال الوالد ، وأنه لا يخشى عليهم الفقر كما يخافه الوالد ، بل يخشى عليهم الغنى الذي هو مطلوب الوالد لولده ، وقال بعضهم: أشار بهذا إلى أن مضرة الفقر دون مضرة الغنى ، لأن ضرر الفقر دنيوي وضرر الغنى ديني غالبا ، والتعريف في الفقر إما للعهد ، وهو الفقر الذي كان الصحب عليه من الإعدام والقلة قبل الفتوحات ، وإما للجنس ، وهو الفقر الذي يعرفه كل أحد (وما أخشى عليكم الخطأ ، ولكن أخشى عليكم التعمد) فيه حجة لمن فضل الفقر على الغنى ، قالوا: قال ذلك لأصحابه ، وهو آية الشاكرين ، فما بالك بغيرهم من المساكين ؟

(ك) في التفسير (هب) كلاهما (عن أبي هريرة ) قال الحاكم : على شرط مسلم ، وأقره الذهبي ، وظاهر كلامه أنه لا يوجد مخرجا لأعلى ممن ذكر ولا أحق بالعزو إليه ، وليس كذلك ، فقد خرجه الإمام أحمد باللفظ المذكور عن أبي هريرة المزبور ، قال المنذري والهيثمي : ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أحمد أيضا عن المسور بن مخرمة ، وزاد بيان سببه.

التالي السابق


الخدمات العلمية