صفحة جزء
7802 - ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به (حم ق د ن) عن أبي هريرة . (صح)
(ما أذن الله) بكسر الذال ، مصدره: أذن بفتح أوليه ، بمعنى استمع ، ولا يجوز حمله هنا على الإصغاء ، لأنه محال عليه [ ص: 416 ] تعالى ، ولأن سماعه تعالى لا يختلف ، فيجب تأويله على أنه مجاز عن تقريب القارئ وإجزال ثوابه ، أو قبول قراءته (لشيء ما أذن) بكسر المعجمة المخففة (لنبي حسن الصوت) يعني ما رضي الله من المسموعات شيئا هو أرضى عنده ولا أحب إليه من قول نبي (يتغنى بالقرآن) أي يجهر ويحسن صوته بالقراءة بخضوع وخشوع وتحسين وترقيق ، قال الدماميني: قال ابن نباتة في مطلع الفوائد ومجمع الفرائد: وجدت في كتاب الزاهر: يقال تغنى الرجل: إذا تجهور صوته فقط ، قال: وهذا نقل غريب لم أجده في كتب اللغة اه. وليس المراد تكثير الألحان كما يفعله أبناء الزمان ذوو القلوب اللاهية والأفئدة الساهية ، يتزين به للناس ولا يطرد به الخناس ، بل يزيد في الوسوسة ، وقول سفيان : معناه يستغني بالقرآن عن الناس زيفوه ، وبما تقرر عرف أن الاستماع كناية عن الرضى والقبول ، قال القاضي البيضاوي : وأراد بالقرآن ما يقرأ من الكتب المنزلة من كلامه

(حم ق د ن هـ عن أبي هريرة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية