صفحة جزء
7825 - ما أظلت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر (حم ت هـ ك) عن ابن عمرو . (ح)
(ما أظلت الخضراء) أي السماء ، قال الزمخشري : وتسمى الجرباء والرقيع والبلقع (ولا أقلت الغبراء) أي حملت الأرض (من ذي لهجة) بفتح الهاء أفصح من سكونها ، ذكره الزمخشري (أصدق من أبي ذر ) مفعول "أقلت" ، يريد به التأكيد والمبالغة في صدقه ، يعني هو متناه في الصدق ، لا أنه أصدق من غيره مطلقا ، إذ لا يصح أن يقال إنه أصدق من الصديق ، قال الطيبي : "من" في "من ذي لهجة" زائدة ، و "ذي لهجة" معمول "أقلت" ، وقد تنازع فيه العاملان فأعمل الثاني ، وهو مذهب البصريين ، وهذا دليل ظاهر لهم اه. واسم أبي ذر : جندب بن جنادة ، غفاري ، يجتمع مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في كنانة ، قيل قال: أنا رابع الإسلام ، أسلم قديما ، قال علي : وعاء ملئ علما ثم أوكئ عليه ،مات بالربذة سنة إحدى أو ثنتين وثلاثين ، وفيه جواز الكناية بإضافة الرجل لولده ، قال ابن أبي جمرة : وأما الكناية التي لا تجوز هي ما أحدث اليوم من التسمية بالدين ، فذلك لا يسوغ لأنه قد يكون كذبا ، والكاذب متعمدا عليه من الوعيد ما قد علم من قواعد الشرع وما جاء فيه بالنص ، وإن كان ما قيل حقا فأقل ما يكون مكروها لمخالفة السنة في ذلك ، لخبر مسلم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية فوجد اسمها برة ، فكرهه وقال: لا تزكوا أنفسكم ، ثم سماها جويرية

(حم ت هـ ك في المناقب عن ابن عمرو) بن العاص، قال الذهبي : سنده جيد ، وقال الهيثمي : رجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف اه. ورواه ابن عساكر عن علي قال: قالوا لعلي : حدثنا عن أبي ذر قال: ذاك أمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، طلب شيئا من الزهد عجز عنه الناس اه.

التالي السابق


الخدمات العلمية