صفحة جزء
7828 - ما أعطيت أمة من اليقين أفضل مما أعطيت أمتي ( الحكيم ) عن سعيد بن مسعود الكندي. (ض)
(ما أعطيت أمة من اليقين) أي ما ملأ الله قلوب أمة نورا شرح به صدورها لمعرفته تعالى ، ومجاهدة أنفسهم على سبيل الاستقامة عليها ، بحيث تصير الآخرة لهم كالمعاينة (أفضل مما أعطيت أمتي) ولا مساويا لها ، فإن الأولين لم ينالوا ذلك إلا الواحد بعد الواحد ، وقد حبا الله سبحانه هذه الأمة بمزيد التأدب ، وقرب منازلهم غاية التقرب ، وسماهم في التوراة صفوة الرحمن ، وفي الإنجيل حلماء علماء أبرارا أتقياء ، كأنهم من الفقه أنبياء ، فالفضل الذي أعطيته هذه الأمة: النور الذي به انكشف الغطاء عن قلوبهم ، حتى صارت الأمور لهم معاينة قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم قالوا: واليقين يتفاوت على ثلاث مراتب: علم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، فعلم اليقين: ما كان من طريق النظر والاستدلال ، وعين اليقين: ما كان من طريق الكشف والنوال ، وحق اليقين: أن يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة عيان ، قال السري السقطي: واليقين: سكونك عند جولان الموارد في صدرك ، لتيقنك أن حزنك منها لا ينفعك ولا يرد عنك مقضيا

[فائدة] قال بعضهم: كان شجاع الكرماني يذهب إلى الغيطة فينام بين السباع الليل كله ليمتحن نفسه في اليقين ، فكانت تطوف حوله فلا تضره

( الحكيم) الترمذي (عن سعيد بن منصور الكندي) .

التالي السابق


الخدمات العلمية