صفحة جزء
395 - " إذا أراد الله برجل من أمتي خيرا؛ ألقى حب أصحابي في قلبه " ؛ (فر)؛ عن أنس ؛ (ض).


(إذا أراد الله برجل) ؛ أي: إنسان؛ ولو أنثى؛ (من أمتي) ؛ أمة الإجابة؛ (خيرا) ؛ أي: عظيما؛ كما يفيده التنكير؛ (ألقى) ؛ من " الإلقاء" ؛ وهو الإيقاع بقوة؛ (حب) ؛ أي: محبة؛ (أصحابي في قلبه) ؛ فمحبتهم علامة على إرادة الله الخير لمن يحبهم؛ كما أن بغضهم علامة على عدمه؛ وفيه دلالة على إنافة قدرهم؛ وسمو مجدهم؛ كيف [لا]؛ وقد قارعوا دون المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ ودينه؛ وكشفوا الكرب عن وجهه؛ وبذلوا الأموال والأنفس في نصرته؟ والمراد محبة الصحابة - رضي الله عنهم - كلهم؛ حتى أن من أحب بعضهم؛ وأبغض بعضهم؛ لا يكون ذلك علامة على إرادة الخير به؛ وقد اتفق أهل السنة على أن جميع الأصحاب عدول؛ لكن قال المازوي في البرهان: لسنا نعني بقولنا: " الصحابة عدول" ؛ كل من رآه - صلى الله عليه وسلم - يوما ما؛ أو زاره وقتا ما؛ أو اجتمع به لغرض ما؛ أو انصرف عن قرب؛ بل الذين لازموه؛ وعزروه؛ واتبعوا النور الذي أنزل معه؛ أولئك هم المفلحون؛ انتهى؛ قال العلائي: وهو غريب.

(فر؛ عن أنس ) ؛ لم يرمز له بشيء؛ فهو ضعيف؛ لكن له شواهد.

التالي السابق


الخدمات العلمية