صفحة جزء
7839 - ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء (هـ) عن أبي هريرة . (ح)
[ ص: 428 ] (ما أنزل الله) يعني ما أحدث (داء إلا أنزل له شفاء) أي ما أصاب أحدا بداء إلا قدر له دواء ، وقد مر معنى هذا الخبر غير مرة ، غير أنه ينبغي التنبيه لشيء ، وهو أنه اختلف في معنى الإنزال ، فقيل إنزاله: إعلامه عباده ، ومنع بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر بعموم الإنزال لكل داء ودوائه ، وأكثر الخلق لا يعلمون ذلك كما يصرح به خبر: علمه من علمه ، وجهله من جهله ، ومثل إنزالهما إنزال أسبابهما من كل مأكل ومشرب ، وقيل إنزالهما: خلقهما ووضعهما بالأرض كما يشير إليه خبر: إن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء ، وتعقب بأن لفظ الإنزال أخص من لفظ الخلق والوضع ، وإسقاط خصوصية الألفاظ بلا موجب غير لائق ، وقيل: إنزالهما بواسطة الملائكة الموكلين بتدبير النوع الإنساني ، فإنزال الداء والدواء مع الملائكة ، وقيل: عامة الأدواء والأدوية هي بواسطة إنزال الغيث الذي تتولد به الأغذية والأدوية وغيرهما ، وهذا من تمام لطف الرب بخلقه ، فلما ابتلى عباده بالأدواء أعانهم عليها بالأدوية ، وكما ابتلاهم بالذنوب أعانهم عليها بالتوبة والحسنات الماحية

[تنبيه] قال بعضهم: الداء: علة تحصل بغلبة بعض الأخلاط ، والشفاء رجوعها إلى الاعتدال ، وذلك بالتداوي ، وقد يحصل بمحض لطف الله بلا سبب ، ثم الموت إن كان داء فالخبر غير عام ، إذ لا دواء له ، وزعم أن المراد دواؤه الطاعة غير سديد ، لأنها دواء للأمراض المعنوية كالعجب والكبر لا الموت

(هـ عن أبي هريرة ) رمز لحسنه ، وصنيع المصنف كالناطق بأن ذا لم يتعرض الشيخان ولا أحدهما لتخريجه ، وهو ذهول عجيب ، فقد خرجه البخاري في الطب باللفظ المزبور ، لكن زاد لفظة "من" قبل "داء" ، ورواه مسلم بلفظ: ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية