صفحة جزء
397 - " إذا أراد الله بعبد شرا؛ خضر له في اللبن؛ والطين؛ حتى يبني " ؛ (طب خط) ؛ عن جابر ؛ (ض).


(إذا أراد الله بعبد شرا؛ خضر) ؛ بمعجمتين؛ كـ " حسن" ؛ لفظا؛ ومعنى؛ (له في اللبن) ؛ بفتح اللام؛ وكسر الموحدة؛ مخففة؛ جمع " لبنة" ؛ بفتح؛ فكسر؛ (والطين؛ حتى يبني) ؛ أي: حتى يحمله على البناء؛ فيشغله ذلك عن أداء الواجبات؛ ويزين له الحياة؛ وينسيه الممات؛ وقد أنشد بعضهم في المعنى:


وللموت تغذو الوالدات سخالها ... كما لخراب الدهر تبنى المساكن



ولم يذكر من آلات البناء إلا اللبن؛ والطين؛ لأنهما معظم آلات البناء التي يحصل بهما مسماه؛ وما عداهما فمكملات؛ وخص اللبن؛ الذي هو الطوب النيئ؛ دون المحرق؛ لأن عادة الحجاز في ذلك الزمن البناء به؛ وهذا فيما لم يرد به وجه الله؛ وإلا - كبناء مسجد خالصا له - فهو مثاب مأجور؛ وفي غير ما لا بد منه لنفسه؛ وممونه؛ فمن بنى بيتا لهم بقدر الكفاية؛ على الوجه اللائق به؛ وبهم؛ فليس بمذموم؛ فلا يلحقه هذا الوعيد؛ وسكت عن مقابله؛ زيادة للتنفير به.

(طب خط) ؛ في ترجمة علي بن الحسن المخزومي؛ (عن جابر ) ؛ قال الهيتمي ورجاله رجال الصحيح؛ غير شيخ البخاري ؛ ولم أجد من ضعفه؛ وقال المنذري: رواه في الثلاثة بإسناد جيد؛ انتهى؛ وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة؛ وإلا لما عدل عنه؛ وهو ذهول؛ فقد عزاه جمع لأبي داود؛ من حديث عائشة ؛ قال العراقي: وإسناده جيد.

التالي السابق


الخدمات العلمية