صفحة جزء
7880 - ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له من حين يخرج من بيته، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم (ه ك) عن أبي هريرة (صح) .


(ما توطن) بمثناة فوقية أوله قال مغلطاي : وفي رواية ابن أبي شيبة ما يوطي بمثناة تحتية أوله وبآخره (رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له) أي: فرح به وأقبل عليه بمعنى أنه يتلقاه ببره وإكرامه وإنعامه (من حين يخرج من بيته) يعني من محله كمبيت أو خلوة أو نحوهما (كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم) قال الزمخشري : التبشبش بالإنسان المسرة به والإقبال عليه وهو من معنى البشاشة لا من لفظها عند صحبنا البصريين وهذا مثل لارتضاء الله فعله ووقوعه الموقع الجميل عنده ويخرج في محل جر بإضافة "حين" إليه والأوقات تضاف للجمل و"من" لابتداء الغاية والمعنى أن التبشبش يبتدئ من وقت خروجه من بيته إلى أن يدخل المسجد فترك ذكر الانتهاء لأنه مفهوم ونظيره "شمت البرق من خلل السحاب" ولا يجوز فتح "حين" كما في قوله: "على حين عاتبت المشيب على الصبا " لأنه مضاف لمعرب وذاك إلى مبني. اهـ. (هـ ك عن أبي هريرة ) قال الحاكم : صحيح على شرطهما وصححه الأشبيلي وغيره أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية