صفحة جزء
7908 - -ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) عن كعب بن مالك (صح) .


(ما) بمعنى ليس (ذئبان) اسمها (جائعان) صفة له وفي رواية عاديان والعادي الظالم المتجاوز للحد (أرسلا في غنم) الجملة في محل رفع صفة (بأفسد) خبر ما والباء زائدة أي: أشد فسادا والضمير في (لها) للغنم واعتبر فيه الجنسية فلذا أنث وقوله: (من حرص المرء) هو المفضل عليه لا اسم التفضيل (على المال) متعلق بحرص (والشرف) عطف على المال والمراد به الجاه والمنصب (لدينه) اللام فيه للبيان، نحوها في قوله: لمن أراد أن يتم الرضاعة فكأنه قيل هنا بأفسد لأي شيء؟ قيل لدينه، ذكره الطيبي ، فمقصود الحديث أن الحرص على المال والشرف أكثر إفسادا [ ص: 446 ] للدين من إفساد الذئبين للغنم لأن ذلك الأشر والبطر يستفز صاحبه ويأخذ به إلى ما يضره وذلك مذموم لاستدعائه العلو في الأرض والفساد المذمومين شرعا، قال الحكيم : وضع الله الحرص في هذه الأمة ثم زمه في المؤمنين بزمام التوحيد واليقين وقطع علائق الحرص بنور السبحات فمن كان حظه من نور اليقين ونور السبحات أوفر كان وثاق حرصه أوثق والحرص يحتاجه الآدمي لكن بقدر معلوم وإذا لم يكن لحرصه وثاق وهبت رياحه استفزت النفس فتعدى القدر المحتاج إليه فأفسد؛ وعرف بعضهم الحرص بأنه مدد القوة الموضوعة في الآدمي ومثيرها وعمادها (حم ت) في الزهد وكذا أبو يعلى (عن كعب بن مالك ) قال الترمذي : صحيح قال المنذري : إسناده جيد وقال الهيثمي : رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن زنجويه وعبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثقا ورواه الطبراني والضياء في المختارة من حديث عاصم بن عدي عن أبيه عن جده قال: اشتريت أنا وأخي مائة سهم من خيبر فبلغ ذلك المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فقال: (ما ذئبان عاديان أصابا غنما أضاعها ربها بأفسد لها من حب المرء المال والشرف لدينه) وفي الباب أبو سعيد الخدري وفيه كذاب فليحرر .

التالي السابق


الخدمات العلمية