صفحة جزء
404 - " إذا أراد الله قبض عبد بأرض؛ جعل له فيها حاجة " ؛ (طب حم حل) ؛ عن أبي هريرة ؛ (صح).


[ ص: 267 ] (إذا أراد الله قبض عبد) ؛ أي: قبض روح إنسان؛ (بأرض) ؛ غير التي هو فيها؛ وفي رواية للترمذي: " إذا أراد الله لعبد أن يموت بأرض" ؛ (جعل له بها) ؛ وفي رواية للترمذي: " إليها" ؛ وفي رواية: " فيها" ؛ (حاجة) ؛ زاد الترمذي : " حتى يقدمها" ؛ وذلك ليقبر بالبقعة التي خلق منها؛ قال الحكيم: إنما يساق من أرض لأرض ليصير أجله هناك؛ لأنه خلق من تلك البقعة؛ قال (تعالى): منها خلقناكم وفيها نعيدكم ؛ فإنما يعاد الإنسان من حيث بدئ منه؛ وقد مر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بقبر يحفر؛ فقال: " لمن؟" ؛ قيل: لحبشي؛ فقال: " لا إله إلا الله؛ سيق من أرضه وسمائه حتى دفن بالبقعة التي خلق منها" ؛ وفي ضمنه إعلام بأن العبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا؛ وأنه لا راد لقضائه بالنقض؛ ولا معقب لحكمه بالرد.

(حم طب حل؛ عن أبي عزة) ؛ يسار بن عبد الله ؛ أو ابن عبد؛ أو ابن عمرو الهذلي ؛ له صحبة؛ سكن البصرة؛ وقيل: هو مطر بن عكامس؛ لأن حديثهما واحد؛ وهو هذا؛ وقيل: غيره؛ ورواه عنه الترمذي في العلل؛ ثم ذكر أنه سأل عنه البخاري ؛ فقال: لا أعرف لأبي عزة إلا هذا؛ انتهى؛ قال الهيتمي بعد عزوه لأحمد والطبراني : فيه محمد بن موسى الخرشي؛ وفيه خلف؛ انتهى؛ ورواه عنه أيضا البخاري في الأدب؛ والحاكم ؛ وبالجملة فهو حسن.

التالي السابق


الخدمات العلمية