صفحة جزء
7934 - -ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل (حم ت هـ ك) عن أبي أمامة (ح).


(ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) أي: ما ضل قوم مهديون كائنين على حال من الأحوال إلا أوتوا الجدل يعني من ترك سبيل الهدى وركب سنن الضلالة والمراد لم يمش حاله إلا بالجدل أي: الخصومة بالباطل، وقال القاضي : المراد التعصب لترويج المذاهب الكاسدة والعقائد الزائفة لا المناظرة لإظهار الحق واستكشاف الحال واستعلام ما ليس معلوما عنده أو تعليم غيره ما عنده لأنه فرض كفاية خارج عما نطق به الحديث. اهـ. وقال الغزالي : الإشارة إلى الخلافيات التي أحدثت في هذه الأعصار وأبدع فيها من التحريرات والتصنيفات والمجادلات فإياك أن تحوم حولها واجتنبها اجتناب السم القاتل والداء العضال وهو الذي رد كل الفقهاء إلى طلب المنافسة والمباهاة [ ص: 454 ] ولا تسمع لقولهم الناس أعداء ما جهلوا فعلى الخبير سقطت فاقبل النصح ممن ضيع العمر في ذلك زمانا وزاد فيه على الأولين تصنيفا وتحقيقا وجدلا وثباتا ثم ألهمه الله رشده وأطلعه على غيبه فهجره. اهـ. (حم ت هـ ك) في التفسير (عن أبي أمامة ) وتمامه ثم تلا هذه الآية بل هم قوم خصمون قال الترمذي : حسن صحيح وقال الحاكم : صحيح وأقره الذهبي في التلخيص .

التالي السابق


الخدمات العلمية