صفحة جزء
408 - " إذا أراد الله بقوم قحطا؛ نادى مناد من السماء: يا أمعاء اتسعي؛ ويا عين لا تشبعي؛ ويا بركة ارتفعي " ؛ ابن النجار؛ في تاريخه؛ عن أنس ؛ وهو مما بيض له الديلمي ؛ (صح).


(إذا أراد الله بقوم قحطا) ؛ جدبا وشدة واحتباس مطر؛ (نادى مناد) ؛ أي: أمر ملكا أن ينادي؛ (في السماء) ؛ أي: من جهة العلو؛ ويحتمل أنه جبريل؛ لأنه الموكل بإنزال الرحمة؛ والعذاب؛ (يا أمعاء) ؛ وفي نسخ: " يا معى" ؛ بكسر الميم؛ وقد تفتح؛ مقصورا؛ أي: يا مصارين أولئك القوم؛ (اتسعي) ؛ أي: تفسحي؛ حتى لا يملأك إلا أكثر مما كان يملؤك أولا؛ (ويا عين لا تشبعي) ؛ أي: لا تمتلئي؛ بل انظري نظر شره وشدة شبق للأكل؛ وأضاف عدم الشبع إليها مجازا؛ (ويا بركة) ؛ أي: يا زيادة في الخير؛ (ارتفعي) ؛ أي: انتقلي عنهم؛ وارجعي إلى جهة العلو؛ من حيث أفضيت؛ فيسري نداؤه في الأرواح والأشباح؛ ثم إن ما تقرر من حمل النداء على حقيقته هو المتبادر؛ ولا مانع من أن الله يخلق فيما ذكر إدراكا؛ يعقل به سماع النداء؛ وخص البطن والعين لأنهما مناط الجوع والشبع؛ لكن الأقعد أن المراد المجاز؛ والمعنى: إذا أراد الله أن يبتلي قوما بالغلاء والجوع؛ لم يخلق الشبع في بطونهم؛ ويمحق البركة من أرزاقهم؛ عقوبة أو تطهيرا.

(ابن النجار) ؛ محب الدين؛ (في تاريخه) ؛ ذيل تاريخ بغداد؛ (عن أنس ؛ وهو مما بيض له الديلمي ) ؛ في الفردوس؛ لعدم وقوفه له على سند.

التالي السابق


الخدمات العلمية