صفحة جزء
7975 - -ما لي أراكم عزين (حم م د ن) عن جابر بن سمرة (صح) .


(ما لي أراكم عزين) بتخفيف الزاي مكسورة متحلقين حلقة حلقة جماعة جماعة جمع عزة وهي الجماعة المتفرقة والهاء عوض عن الياء أي: ما لي أراكم أشتاتا متفرقين. قال الطيبي : هذا إنكار منه على رؤية أصحابه متفرقين أشتاتا، والمقصود الإنكار عليهم كائنين على تلك الحالة؛ يعني لا ينبغي أن تتفرقوا ولا تكونوا مجتمعين بعد توصيتي إياكم بذلك، كيف وقد قال الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ولو قال ما لكم متفرقون لم يفد المبالغة ونظيره قوله تعالى حكاية عن سليمان : ما لي لا أرى الهدهد أنكر على نفسه عدم رؤيته إنكارا بليغا على معنى أنه لا يراه وهو حاضر وهذا قاله وقد خرج على أصحابه فرآهم حلقا فذكره ثم قال: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها يتمون الصف الأول فالأول ويتراصون في الصفوف وهذا لا ينافيه أن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) كان يجلس في المسجد وأصحابه محدقون كالمتحلقين لأنه إنما كره تحلقهم على ما لا فائدة فيه ولا منفعة بخلاف تحلقهم حوله فإنه لسماع العلم والتعلم منه (حم م د) كلهم في الصلاة (عن جابر بن سمرة ) قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فرأيناه حلقا فذكره ورواه عنه أيضا النسائي وابن ماجه خلافا لما يوهمه صنيع المصنف من تفرد ذينك به على السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية