صفحة جزء
8022 - ما من حاكم يحكم بين الناس إلا يحشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يوقفه على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله: فإن قال الله تعالى: ألقه ألقاه في مهوى أربعين خريفا (حم هق) عن ابن مسعود (ح).


(ما من حاكم) نكرة في سياق النفي ومن مزيدة للاستغراق فيعم العادل والظالم (يحكم بين الناس إلا يحشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يوقفه على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله) وفي رواية إلى السماء. قال الطيبي : هذا يدل على كونه مقهورا في يده كمن رفع رأس الغل مقمحا إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون (فإن قال الله تعالى ألقه) أي: في جهنم (ألقاه) قال الطيبي : والفاء في فإن تفصيلية وإن الشرطية تدل على أن غيره لا يقال في حق ذلك بل عكسه فيقال أدخله الجنة، فلا تناقض بين هذا الخبر والخبر المار ( ما من أمير عشرة ما فوق ذلك إلا أتي به يوم القيامة مغلولا ) إلخ (في مهوى أربعين خريفا) أي: سنة وهو مجرور والمحل صفة مهواة أي: مهواة عنهن فكنى عنه بأربعين مبالغة في تكثير العمق لا للتحديد قالوا سمي خريفا لاشتماله عليه إطلاقا للبعض وإرادة الكل مجازا وقد سئل أنس عن الخريف فقال: العام وكانت العرب تؤرخ أعوامهم بالخريف لأنه أوان قطافهم ودرك ثمارهم إلى أن أرخ عمر بالهجرة (حم هق) وكذا في الشعب (عن ابن مسعود ) وفيه أحمد بن الخليل فإن كان هو البغدادي فقد قال الذهبي : ضعفه الدارقطني وإن كان القومسي فقد قال أبو حاتم : كذاب، وقضية صنيع المؤلف أن هذا مما لم يتعرض أحد من الستة لتخريجه وهو غفلة فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور عن ابن مسعود المذكور قال المندري: وفيه عنده مجالد بن سعيد وقد مر ما فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية