صفحة جزء
41 - " أبى الله أن يجعل للبلاء سلطانا على بدن عبده المؤمن " ؛ (فر) عن أنس ؛ (ض).


(أبى الله أن يجعل للبلاء) ؛ [و]بالكسر والقصر - ويجوز فتحها -: الألم والسقم؛ قال الراغب : سمي به لأنه يبلي الجسم؛ (سلطانا) ؛ سلاطة؛ وشدة ضنك؛ (على بدن عبده) ؛ الإضافة للتشريف؛ (المؤمن) ؛ أي: على الدوام؛ فلا ينافي وقوعه أحيانا؛ لتطهيره؛ وتمحيص ذنوبه؛ فلا يعارضه الخبر الآتي: " إذا أحب الله عبدا ابتلاه" ؛ أو المراد هناك المؤمن الكامل؛ بدليل خبر: " أشد الناس بلاء الأنبياء؛ ثم الأمثل؛ فالأمثل" ؛ أو يقال: المؤمن إذا ابتلي فإنه محمول عنه بحسب طاعته وإخلاصه؛ ووجود حقائق الإيمان في قلبه؛ حتى يحمل عنه من البلاء ما لو جعل شيء منه على غيره عجز عن حمله؛ أو أن شدة محبته لربه الذي ابتلاه تدفع سلطان البلاء عنه؛ حتى يصير عنده البلاء مستعذبا؛ غير مسخوط؛ بل يعده من أجل النعم؛ أو المراد بالبلاء الذنوب؛ وهو شؤم عواقبها؛ فأهل البلاء هم أهل المعاصي؛ وإن صحت أبدانهم؛ وأهل العافية أهل السلامة؛ وإن مرضوا؛ ثم هذا كله سوق الكلام على ما هو المتبادر للأفهام ببادئ النظر؛ من أن المقصود عدم الجعل حال الحياة؛ وذهب بعضهم إلى تنزيله على ما بعد الموت؛ وعليه فالمراد أن الأرض لا تأكل بدنه؛ ولا ينافيه خبر: " كل ابن آدم يأكله التراب" ؛ لأنه خص منه عشرة أصناف؛ كما يأتي؛ وأراد هنا واحدا منها؛ قال الراغب : و" البدن" : الجسد؛ لكن البدن يقال اعتبارا بعظم الجثة؛ والجسد اعتبارا باللون؛ ومنه قيل: " امرأة بادن؛ وبدين" ؛ عظيمة الجسم.

(فر؛ عن أنس ) ؛ وفيه القاسم بن إبراهيم الملطي؛ كذاب؛ لا يطاق؛ قال في اللسان: له عجائب من الأباطيل.

التالي السابق


الخدمات العلمية