صفحة جزء
422 - " إذا استأذن أحدكم ثلاثا؛ فلم يؤذن له؛ فليرجع " ؛ مالك ؛ (حم ق د) ؛ عن أبي موسى ؛ وأبي سعيد ؛ معا؛ (طب)؛ والضياء ؛ عن جندب البجلي ؛ (صح).


(إذا استأذن أحدكم ثلاثا) ؛ أي: طلب الإذن في الدخول؛ وكرره ثلاث مرات؛ بالقول؛ أو بقرع الباب قرعا خفيفا؛ (فلم يؤذن له) ؛ فيه؛ (فليرجع) ؛ وجوبا؛ إن غلب على ظنه أنه سمعه؛ وإلا فندبا؛ وبه يحصل التوفيق بين الكلامين؛ ولا يلح في الإذن؛ ولا يقف على الباب منتظرا؛ لأن هذا يجلب الكراهية؛ ويقدح في قلوب الناس؛ سيما إذا كانوا ذوي مروءة مرتاضين بالآداب الحسنة؛ قال في الكشاف: وإذا نهي عن ذلك؛ لأدائه إلى الكراهة؛ وجب الانتهاء عن كل ما يؤدي إليها؛ من قرع الباب بعنف؛ والتصييح بصاحب الدار؛ وغير ذلك؛ مما يدخل في عادات من لا يتهذب من أكثر الناس؛ وهذا كله إذا لم يعرض أمر في دار؛ من نحو حريق؛ أو هجوم عدو؛ أو ظهور منكر يجب إنكاره؛ وإلا فهو مستثنى؛ بالدليل القاطع؛ انتهى؛ قالوا: ويسن الجمع بين السلام؛ والاستئذان؛ بأن يقدم السلام؛ وحكمه الثلاث؛ كما في رواية ابن أبي شيبة ؛ عن علي؛ أن الأولى إعلام؛ والثانية مؤامرة؛ والثالثة عزيمة.

(تنبيه) : هذا الحديث رواه أبو موسى الأشعري بحضرة عمر ؛ فقال: " أقم عليه البينة" ؛ فوافقه أبو سعيد الخدري ؛ فقبل ذلك منه عمر ؛ كما رواه الشيخان؛ ومنه أخذ أبو علي الجبائي أنه يشترط لقبول خبر الواحد موافقة غيره له؛ واعتضاده؛ وأجيب بأن طلب عمر البينة ليس لعدم قبول خبر الواحد؛ بل للتثبت؛ كما يكشف عنه قول عمر - رضي الله عنه -؛ فيما رواه مسلم : " إنما سمعت شيئا؛ فأحببت أن أتثبت" .

( مالك ) ؛ في الموطإ؛ (حم ق) ؛ في الاستئذان؛ (د)؛ في الأدب؛ (عن أبي موسى) ؛ الأشعري ؛ (و) ؛ عن؛ ( أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ (معا) ؛ قال بشر بن سعيد : سمعت أبا سعيد يقول: [ ص: 274 ] كنت جالسا بالمدينة في مجلس الأنصار؛ فأتانا أبو موسى فزعا مذعورا؛ فقلنا: ما شأنك؟ قال: إن عمر أرسل إلي أن آتيه؛ فأتيت بابه فسلمت ثلاثا؛ فلم يرد؛ فرجعت؛ فقال: " ما منعك أن تأتينا؟" ؛ فقلت: " أتيت فسلمت على بابك ثلاثا؛ فلم ترد؛ فرجعت؛ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:..." ؛ فذكره؛ فقال عمر : " أقم عليه البينة؛ وإلا أوجعتك" ؛ فقال أبي بن كعب : " لا يقوم معه إلا أصغر القوم" ؛ قال أبو سعيد : قلت: أنا أصغرهم؛ قال: " فاذهب به" ؛ فذهبت إلى عمر ؛ فشهدت.

(طب؛ والضياء) ؛ المقدسي ؛ (عن جندب ) ؛ بضم المعجمة؛ وفتح المهملة؛ ابن عبد الله ؛ (البجلي) ؛ بفتح الموحدة؛ والجيم؛ وكسر اللام؛ نسبة إلى " بجلة" - قبيلة مشهورة -؛ قال في المفصل وغيره: له صحبة غير قديمة؛ سكن الكوفة؛ ثم تحول للبصرة؛ قال أبو نعيم ؛ وابن منده : يقال له: جندب الخير؛ وقيل غير ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية