صفحة جزء
8118 - -ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن (ت ك) عن عمرو بن سعيد بن العاص (صح) .


(ما نحل) وفي رواية للعسكري ما ورث (والد ولده) وفي رواية ولدا أي: ما أعطاه عطية (أفضل من أدب حسن) أي: من تعليمه ذلك ومن تأديبه بنحو توبيخ وتهديد وضرب على فعل الحسن وتجنب القبيح أي: لا يعطي ولده عطية أفضل من تعليمه الأدب الحسن وهذا مما يتوجه على الآباء من بر الأولاد؛ قال تعالى: قوا أنفسكم وأهليكم نارا فأهم الآداب أدبه مع الله باطنا بآداب الإيمان كالتعظيم والحياء والتوكل وظاهرا لمحافظة الحدود والحقوق والتخلق بأخلاق الإسلام وآدابه مع المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في متابعة سننه في كل صغير وكبير وجليل وحقير ثم أدبه في صحبة القرآن بالانقياد له على غاية التعظيم ثم يتعلم علوم الدين ففيها جميع الآداب ثم أدبه مع الخلق بنحو مداراة ورفق ومواساة واحتمال وغير ذلك وثواب الأدب في تعليم الولد بقدر شأن ما علم.

[تنبيه] ما ذكر من أن سياق الحديث هكذا هو ما جرى عليه المؤلف وقد سقط من قلمه بعضه فإن لفظ الحديث ما نحل والد ولده من نحلة أفضل من أدب حسن هكذا هو عند مخرجه الترمذي فسقط الجار والمجرور من قلم المؤلف سهوا. قال الطيبي : جعل الأدب الحسن من جنس المال والعطيات للمبالغة، قال ابن الأثير : والنحلة بالكسر العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق (ت) في البر (ك) في الأدب من حديث أيوب بن موسى عن أبيه (عن) جده ( عمرو بن سعيد بن العاص ) بن سعيد بن أمية القرشي الأموي المعروف بالأشدق التابعي ولي إمرة المدينة لمعاوية قتله عبد الملك بن مروان ووهم من زعم أن له صحبة وإنما لأبيه رؤية وكان مسرفا على نفسه، قال الترمذي : حسن غريب مرسل أي: لأن عمرا لم يدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) فهو تابعي كما تقرر، وقال الحاكم : صحيح فرده الذهبي ، وقال: بل مرسل ضعيف ففيه عامر بن صالح الخزاز واه؛ إلى هنا كلامه، وقال الهيثمي : رواه الطبراني عن ابن عمر وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير وهو متروك. اهـ. ورواه البيهقي في الشعب عازيا للبخاري في التاريخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية