صفحة جزء
8153 - -مثل المؤمن مثل النحلة: إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيبا، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره، ومثل المؤمن مثل سبيكة الذهب: إن نفخت عليها احمرت، وإن وزنت لم تنقص (هب) عن ابن عمرو (ض) .


(مثل المؤمن مثل النحلة) بحاء مهملة كما بينه العسكري (إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيبا، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره) لضعفها (ومثل المؤمن مثل سبيكة الذهب إن نفخت عليها احمرت، وإن وزنت لم تنقص) وقد مر أنه إذا أطلق المؤمن غالبا أنه يعني به المؤمن الذي تكاملت فيه خصال الخير باطنا وأخلاق الإسلام ظاهرا فشبه المؤمن بذبابة العسل لقلة مؤنتها وكثرة نفعها كما قيل إن قعدت على عش لم تكسره وإن وردت على ماء لم تكدره، وقال علي : كونوا في الدنيا كالنحلة كل الطير يستضعفها وما علموا ما ببطنها من النفع والشفاء. ومعنى إن أكلت إلخ: أي: أنها لا تأكل بمرادها وما يلذ لها بل تأكل بأمر مسخرها في قوله: كلي من كل الثمرات حلوها ومرها لا تتعداه إلى غيره من غير تخليط؛ فلذلك طاب وصفها لذة وحلاوة وشفاء فكذا المؤمن لا يأكل إلا طيبا وهو الذي حلي بإذن ربه لا بهوى نفسه فلذلك لا يصدر من باطنه وظاهره إلا طيب الأفعال وذكي الأخلاق وصالح الأعمال فلا يطمع في صلاح الأعمال إلا بعد طيب الغذاء وبقدر صفاء حله تنمو أعماله وتذكو (هب) وكذا أحمد كلاهما (عن ابن عمرو) بن العاص ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح غير أبي سبرة وقد وثق .

التالي السابق


الخدمات العلمية