صفحة جزء
8158 - مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين: تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع (حم م ن) عن ابن عمر (صح) .


(مثل المنافق كمثل الشاة العائرة) بعين مهملة المترددة المتحيرة، قال التوربشتي : وأكثر استعماله في الناقة وهي التي [ ص: 516 ] تخرج من إبل إلى أخرى ليضربها الفحل ثم اتسع في المواشي (بين الغنمين) أي: القطيعين من الغنم قال في المفصل: قد يثنى الجمع على تأويل الجماعتين في الفرقتين قال: ومنه هذا الحديث، وقال الأندلسي في شرحه: تثنية الجمع ليس بقياس وقد يعرض في بعض المعاني ما يحوج إلى تثنيته كما في الحديث كأنه لا يمكن التعبير بمجرد الجمع فتستحق عند ذلك تثنيته (تعير) في رواية أخرى تكر (إلى هذه مرة وإلى هذه مرة) أي: تعطف على هذه وعلى هذه (لا تدري أيهما تتبع) لأنها غريبة ليست منهما، فكذا المنافق لا يستقر بالمسلمين ولا بالكافرين بل يقول لكل منهم أنا منكم قال الطيبي : شبه تردده بين المؤمنين والكافرين تبعا لهواه وقصدا لأغراضه الفاسدة كتردد الشاة الطالبة للفحل فلا تستقر على حال ولذلك وصفوا في التنزيل: مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء (حم م) في أواخر الصحيح (ن) كلهم (عن ابن عمر) بن الخطاب ولم يخرجه البخاري .

التالي السابق


الخدمات العلمية