صفحة جزء
8170 - مداراة الناس صدقة (حب طب هب) عن جابر (صح) .


(مداراة) بغير همز وأصله الهمز (الناس صدقة ) قال العامري : المداراة اللين والتعطف ومعناه: أن من ابتلي بمخالطة الناس معاملة ومعاشرة فألان جانبه وتلطف ولم ينفرهم كتب له صدقة ؛ قال ابن حبان : المداراة التي تكون صدقة للمداري تخلقه بأخلاقه المستحسنة مع نحو عشيرته ما لم يشنها بمعصية، والمداراة محثوث عليها مأمور بها ومن ثم قيل اتسعت دار من يداري وضاقت أسباب من يماري؛ وفي شرح البخاري قالوا: المداراة: الرفق بالجاهل في التعلم وبالفاسق بالنهي عن فعله وترك الإغلاظ عليه، والمداهنة معاشرة الفاسق وإظهار الرضى بما هو فيه، والأولى مندوبة، والثانية محرمة، وقال حجة الإسلام: الناس ثلاثة؛ أحدهم: مثل الغذاء لا يستغنى عنه، والآخر: مثل الدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث: مثل الداء لا يحتاج إليه لكن العبد قد يبتلى به وهو الذي لا أنس فيه ولا نفع فتجب مداراته إلى الخلاص منه (حب طب هب عن جابر) بن عبد الله هذا حديث له طرق عديدة وهذا الطريق كما قاله العلائي وغيره أعدلها فمن ثم عدل لها المصنف واقتصر عليه ومع ذلك فيه يوسف بن أسباط الراهب أورده الذهبي في الضعفاء وقال أبو حاتم : صدوق يخطئ كثيرا وفي اللسان عن ابن عدي : حديث لا أعرفه إلا من حديث أصرم والعباس الراوي عنه في عداد الضعفاء، وقال الهيثمي : فيه عند الطبراني يوسف بن محمد بن المنكدر متروك، وقال الحافظ في الفتح بعد ما عزاه لابن عدي والطبراني في الأوسط: فيه يوسف بن محمد بن المنكدر ضعفوه، وقال ابن عدي : لا بأس به، قال الحافظ : وأخرجه ابن أبي عاصم في آداب الحكماء بسند أحسن منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية