صفحة جزء
8259 - من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا ولم ير أحد سوءتي (طس) عن أنس - (ح)


(من كرامتي على ربي أني ولدت) بمكة المعظمة حين طلع فجر الاثنين لثمان خلون من ربيع الأول في إحدى الروايتين عن الحبر، وجزم به جمع منهم الخوارزمي (مختونا) أي على صورة المختون إذ الختان قطع القلفة ولا قطع هنا (ولم ير أحد سوأتي) كناية عن العورة. قال في المستدرك: تواترت الأخبار بولادته مختونا، ومراده بالتواتر الاشتهار لا المصطلح عليه عند أهل الأثر، كيف وقد قال الذهبي : لا أعلم صحة ذلك فضلا عن تواتره، وقال الزين العراقي: عن [ ص: 17 ] ابن العديم: أخبار ولادته مختونا ضعيفة بل لم يثبت فيه شيء، وسبقه لنحوه ابن القيم. وبفرضه ليس ذا من خصائصه فقد عد في الوشاح اثني عشر نبيا ولدوا مختونين، والختان من الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم فأتمهن، وأشد الناس بلاء الأنبياء، والابتلاء به مع الصبر عليه مما يضاعف به الثواب، والأليق بحال النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسلب هذه الفضيلة، وأن يكرمه الله بها كما أكرم خليله، وما أعطي نبي خصوصية إلا وأعطي نبينا صلى الله عليه وسلم مثلها وأعلى

(طس عن أنس) بن مالك ، وصححه الضياء في المختارة، وقال مغلطاي: خبر الطبراني هذا رواه ابن عساكر في تاريخه من غير طريقه قال: ورواه أبو نعيم بسند جيد وابن عدي في الكامل عن ابن عباس اهـ. وقال ابن الجوزي : لا شك أنه ولد مختونا، غير أن هذا الحديث لا يصح قال: فإن قيل لم لم يولد مطهر القلب من حظ الشيطان حتى شق صدره وأخرج قلبه؟ قلنا لأن الله أخفى أدون التطهرين الذي جرت العادة أن تفعله القابلة والطبيب، وأظهر أشرفهما وهو القلب، فأظهر أثر التجمل والعناية بالعصمة في طرقات الوحي اهـ.

التالي السابق


الخدمات العلمية