صفحة جزء
45 - " أبد المودة لمن وادك؛ فإنها أثبت " ؛ الحرث بن أبي أسامة؛ (طب)؛ عن أبي حميد الساعدي .


(أبد) ؛ بفتح الهمزة؛ وكسر الدال؛ فعل أمر؛ (المودة لمن وادك) ؛ أي: أظهر - ندبا - المحبة الشديدة لمن أخلص حبه لك؛ (فإنها) ؛ أي: هذه الخصلة؛ وفي رواية: " فإنه" ؛ أي: هذا الفعل؛ (أثبت) ؛ أي: أدوم وأرسخ؛ و" الود" : خالص الحب؛ وهو منه بمنزلة الرأفة من الرحمة؛ والمعنى: إذا أحببت إنسانا لغير منهي عنه شرعا؛ فأظهر له ذلك؛ أي: أعلمه بأنك تحبه؛ ويأتي تعليله في خبر بأنه يجد لك مثل ما تجد له؛ قال القاضي: وبذلك يتأكد الحب؛ وتدوم الألفة؛ والألفة إحدى فرائض الإسلام؛ وأركان الشريعة؛ ونظام شمل الدين؛ ومما يجلب المودة المحافظة على الابتداء بالسلام؛ مراعاة لأخوة الإسلام؛ وتعظيما لشعار الشريعة؛ قال: و" الود" : محبة الشيء؛ مع تمنيه؛ ولذلك يستعمل في كل منهما؛ وقال الحراني : " الود" : صحة نزوع النفس للشيء المستحق نزوعها له؛ وقال الزمخشري : تقول: " وددته ودا؛ ومودة" ؛ و" وددت لو كان كذا" ؛ و" بودي لو كان كذا" ؛ وقال الراغب : " الود" : محبة الشيء؛ وتمني كونه قاله؛ و" الثبات" ؛ فيه؛ ضد الزوال.

(الحرث) ؛ بن محمد؛ (ابن أبي أسامة) ؛ التميمي؛ صاحب المسند المشهور؛ كان حافظا عارفا بالحديث؛ تكلم فيه بلا حجة؛ (طب)؛ وابن أبي الدنيا ؛ في كتاب " الإخوان" ؛ وأبو الشيخ ؛ في الثواب؛ كلهم (عن أبي حميد) ؛ بالتصغير؛ (الساعدي) ؛ عبد الرحمن ؛ وقيل: المنذر بن سعيد ؛ شهد " أحدا" ؛ وما بعدها؛ وعاش إلى خلافة يزيد؛ قال: " سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول..." ؛ فذكره؛ قال الهيتمي: وفيه من لم أعرفهم؛ انتهى؛ وحينئذ؛ فرمز المؤلف لحسنه عليل.

التالي السابق


الخدمات العلمية