صفحة جزء
8439 - من أشاد على مسلم عورة يشينه بها بغير حق شانه الله بها في النار يوم القيامة (هب) عن أبي ذر - (ح)


(من أشاد) أي أشاع أصله من أشدت البنيان وشيدته إذا طولته، فاستعير لرفع صوت الإنسان بما يكرهه صاحبه (على مسلم عورة يشينه بها بغير حق) قال الزمخشري : أشاده وأشاد به إذا أشاعه ورفع ذكره من أشدت البناء فهو مشاد وشيدته إذا طولته، وفي العين: الإشادة شبه الشديد، وهو رفعك الصوت بما يكرهه صاحبك اهـ. (شانه الله بها في النار) نار جهنم (يوم القيامة) لأن البهتان وحده عظيم شأنه، فما بالك به إذا قارنه قصد إضرار مسلم ؟ وفي [ ص: 63 ] بعض الآثار " سأل سليمان داود: ما أثقل شيء جرما؟ قال: البهتان على البريء " وذلك لأن العبد ائتمن على جوارحه ووكل برعايتها مدة حياته لئلا يتدنس حتى يقدم على الله وهو مقدس يصلح لجواره بدار القدس، فإن رعاها حق رعايتها، فقال هذا في عرضه ما هو منه بريء فقد خونه في أمانة الله ولم يخن، ودنس عرضه النقي، وألزم جوارحه من الشين ما لم يلصق به، بقيت الكلمة في عنق صاحبها راجعة بثأرها وعارها وشنارها عليه لكونه هتك سترا علم الله أنه غير مهتوك فيكتب في شهود الزور

(هب عن أبي ذر ) وفيه كما قال الحافظ العراقي عبد الله بن ميمون ، فإن لم يكن القداح فهو متروك اهـ. ورواه عنه الحاكم ، وصححه وضعفه الذهبي بأن سنده مظلم، وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية