صفحة جزء
8455 - من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها (خد ت هـ) عن عبد الله بن محصن- (ح)


(من أصبح منكم آمنا في سربه) بكسر السين على الأشهر أي في نفسه، وروي بفتحها أي في مسلكه، وقيل بفتحتين أي في بيته (معافى في جسده) أي صحيحا بدنه (عنده قوت يومه) أي غداؤه وعشاؤه الذي يحتاجه في يومه ذلك يعني: من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها، بأن يصرفها في طاعة المنعم لا في معصية، ولا يفتر عن ذكره (فكأنما حيزت) بكسر المهملة (له الدنيا) أي ضمت وجمعت (بحذافيرها) أي بجوانبها أي فكأنما أعطي الدنيا بأسرها، ومن ثم قال نفطويه:


إذا ما كساك الدهر ثوب مصحة. . . ولم يخل من قوت يحلي ويعذب

    فلا تغبطن المترفين فإنه.
. . على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب



وقال:


إذا القوت يأتي لك والصحة والأمن. . .     وأصبحت أخا حزن فلا فارقك الحزن



وفيه حجة لمن فضل الفقر على الغنى

(خد ت هـ) في الزهد من حديث مروان الفزاري عن عبد الرحمن بن أبي سهيلة، عن سلمة بن عبد الله بن محصن (عن) أبيه ( عبيد الله ) بالتصغير على الأصح (ابن محصن) الأنصاري، مختلف في صحبته وقال: حسن غريب، قال ابن القطان: ولم يبين لم لا يصح، وذلك لأن عبد الرحمن لا يعرف حاله، وإن قال ابن معين مشهور فكم من مشهور لا تقبل روايته، وفي الميزان سلمة قال أحمد : لا أعرفه، ولينه العقيلي ثم ساق له هذا الخبر وقال: روي من طريق أبي الدرداء أيضا بإسناد لين .

التالي السابق


الخدمات العلمية