صفحة جزء
459 - " إذا اطمأن الرجل إلى الرجل؛ ثم قتله بعدما اطمأن إليه؛ نصب له يوم القيامة لواء غدر " ؛ (ك)؛ عن عمرو بن الحمق؛ (صح).


(إذا اطمأن الرجل إلى الرجل) ؛ أي: سكن قلبه بتأمينه له؛ وذكر الرجل غالبي؛ فالمرأة كذلك؛ (ثم قتله بعدما اطمأن إليه) ؛ بغير مقتض؛ والمراد أنه أمنه؛ ثم غدره؛ (نصب) ؛ أي: رفع؛ (له) ؛ بالبناء للمفعول؛ لتذهب النفس كل مذهب؛ تهويلا للأمر؛ وتفخيما للشأن؛ (يوم القيامة) ؛ خصه؛ وإن كان قد يعاقب في الدنيا؛ لأن ما يسوء إذا ظهر في جمع؛ كان أوجع للقلب؛ وأعظم تنكيلا؛ (لواء) ؛ بمد؛ وكسر؛ أي: علم (غدر) ؛ يعرف به في ذلك الموقف الأعظم؛ تشهيرا له بالغدر؛ على رؤوس الأشهاد؛ فلما كان إنما يقع مكتوما مستورا؛ اشتهر صاحبه بكشف ستره؛ لتتم فضيحته؛ وتشيع عقوبته؛ وذكر في رواية أخرى أن ذلك اللواء ينصب عند أسته؛ مبالغة في غرابة شهرته؛ وقبيح فعلته؛ وعلى هذا فاللواء حقيقي؛ وقيل: هو استعارة؛ قال بعضهم: والمشهور أن هذا الغدر والقتل والحروب من نقض عهد وأمان.

(ك؛ عن عمرو بن الحمق) ؛ بفتح المهملة؛ وكسر الميم؛ ثم قاف؛ ابن كاهل؛ ويقال: كاهن؛ الخزاعي؛ هاجر للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد " الحديبية" ؛ ثم سكن مصر؛ ثم الكوفة؛ وهو ممن ثار على عثمان ؛ وأحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار.

التالي السابق


الخدمات العلمية