صفحة جزء
8489 - من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أذله الله تعالى في الدنيا والآخرة ( ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة) عن أنس - (ح)


(من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أذله الله تعالى في الدنيا والآخرة) أي خذله بسبب تركه نصرة أخيه مع قدرته عليه لتركه للنصر وخذلانه أن يدركه سخطه أو يقابله بعقوبته. قال النووي: والغيبة ذكر الإنسان بما يكره بلفظ أو كتابة أو رمز أو إشارة عين أو رأس أو يد، وضابطه كل ما أفهمت به غيرك من نقص مسلم فهو غيبة، ومنه المحاكاة بأن يمشي متعارجا أو مطأطئا أو غير ذلك من الهيئات مريدا حكاية من ينقصه، فكل ذلك حرام يجب إنكاره بلا خلاف. قال: ومنه إذا ذكر مصنف كتاب شخص بعينه قائلا قال فلان مريدا تنقيصه والشناعة عليه، فهو حرام، فإذا أراد بيان غلطه لئلا يقلد أو بيان ضعفه لئلا يغتر به فليس بغيبة بل نصيحة واجبة، قال: ومن ذلك غيبة المتفقهين والمتعبدين فإنهم يعرضون بالغيبة تعريضا يفهم به كما يفهم بالتصريح، فيقال لأحدهم: كيف حال فلان، فيقولون: الله يصلحنا، الله يغفر لنا، الله يصلحه، نسأل الله العافية، الله يتوب علينا، وما أشبه ذلك مما يفهم تنقصه، فكل ذلك غيبة محرمة، وكما يحرم على المغتاب يحرم على السامع سماعها وإقرارها، فيلزم السامع نهيه إن لم يخف ضررا، فإن خافه لزمه الإنكار بقلبه ومفارقة المجلس

( ابن أبي الدنيا في) كتاب (ذم الغيبة عن أنس ) بن مالك، رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: أسانيده ضعيفة، ورواه عنه أيضا البغوي في شرح السنة، والحارث بن أبي أسامة.

التالي السابق


الخدمات العلمية