صفحة جزء
9266 - نظر الرجل إلى أخيه على شوق خير من اعتكاف سنة في مسجدي هذا (الحكيم) عن ابن عمرو - (ض)


(نظر الرجل) يعني الإنسان ولو أنثى، وخص الرجل لكون الخطاب مع الرجل غالبا (إلى أخيه) أي في الدين (على شوق) منه إليه (خير) أي أكثر أجرا (من اعتكاف سنة في مسجدي هذا) يعني مسجد المدينة. قال الحكيم: فالاعتكاف في مسجده صلى الله عليه وسلم مضاعف لتضعيف الصلاة، وكما أن الصلاة بمسجده تعدل ألفا: فكذا اعتكاف يوم فيه بألف في غيره، فجعل هذا النظر على شوق منه خيرا من الاعتكاف ثم؛ وذلك لأن المعتكف غايته أنه حبس نفسه على الانبساط مقبلا على ربه في مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام مهبط الوحي، والنظر على شوق أكثر من هذا، فإنه لما انتبه بقلبه واشتعل نور اليقين فيه عرف ربه، وانكشف له الغطاء عن جلاله وجماله، واشتاق إليه، فلم يزل يدوم له الشوق حتى قلق بالحياة وضاق بها ذرعا، فإذا نظر إلى الكعبة استروح إليها لكونها بنيته، وإلى القرآن استراح إليه لكونه كلامه، وإلى أخيه استراح لمشاهدة نور الجلال والجمال الذي أشرق في صدره

( الحكيم) الترمذي (عن ابن عمرو) بن العاص، وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ورواه ابن لال والديلمي باللفظ المزبور عن ابن عمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية