صفحة جزء
9267 - نعم الإدام الخل (حم م 4) عن جابر (م ت) عن عائشة - (صح)


(نعم) كلمة مدح (الإدام) بكسر الهمزة: ما يؤتدم به (الخل) لأنه سهل الحصول قامع للصفراء نافع لأكثر الأبدان. واللام فيه للجنس، فالخبر حجة في أن ما خلل من الخمر حلال طاهر: أي بشرطه المعروف في الفروع، وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يحبه ويشربه ممزوجا بالعسل، وذلك من أنفع المطعومات. قال ابن العربي: ولذلك جمعهما الأطباء وجعلوهما أصل المشروبات، ولم يكن في صناعة الطب شراب سواه، ثم حدث عند المتأخرين تركيب آخر، ولم يكن عند من تقدم، قال: ولم يكن عند الأطباء إلا السكنجبين، فلما كان زمان الخلفاء دبروا الأشربة وحركوها عنه، والأول [ ص: 286 ] أقوى، وأخرج الحكيم أن عامة أدم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعده كان الخل ليقطع شهوة الرجال. وأخرج ابن عساكر عن أنس مرفوعا: من تأدم بالخل وكل الله له ملكين يستغفران الله له إلى أن يفرغ، قال في اللسان: ورواته ثقات غير الحسن بن علي الدمشقي، واستفيد من الاقتصار عليه في الأدم: مدح الاقتصاد ومنع الاسترسال مع النفس في حلاوة الأطعمة. قال ابن القيم: هذا ثناء عليه بحسب الوقت لا لتفضيله على غيره؛ لأن سببه أن أهله قدموا له خبزا فقال: ما من أدم؟ قالوا: ما عندنا إلا خل، فقال ذلك جبرا لقلب من قدمه وتطييبا لنفسه لا تفضيلا له على غيره، إذ لو حصل نحو لحم أو عسل أو لبن كان أحق بالمدح

(حم م 4) في الطعام (عن جابر) بن عبد الله. وسببه أن جابرا دخل عليه نفر من الصحابة فقدم إليهم خبزا وخلا فقال: كلوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول... فذكره (م ن عن عائشة ) وفي رواية أحمد عن جابر زيادة وسياقها: نعم الإدام الخل: إنه هلاك بالرجل أن يدخل إليه النفر من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم، وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم اهـ.

التالي السابق


الخدمات العلمية