صفحة جزء
9581 - هذه الحشوش محتضرة: فإذا دخل أحدكم فليقل: باسم الله ( ابن السني ) عن أنس - (صح)


(هذه الحشوش) بضم الحاء المهملة وشينين معجمتين، جمع حش بتثليث الحاء كما في المشارق، من الحش بالفتح، وهو البستان، كنى به عن الخلاء؛ لأنهم كانوا يتغوطون بين النخيل قبل اتخاذ الكنف، ثم كنى به عن المستراح، والإشارة يحتمل كونها لقربها، فلعله أشار إلى حشوش قريبة منه، ويحتمل كونها للتحقير، كما في حديث: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات، وكما قيل في أهذا الذي يذكر آلهتكم ذكره الولي العراقي (محتضرة) أي يحضرها الشيطان؛ لأنها محل الخبث، وكشف العورة، وعدم ذكر الله، والخبيث للخبيث (فإذا دخل أحدكم) إليها (فليقل) عند دخوله ندبا (باسم الله) لتدرأ التسمية عنه شرهم، قال الولي العراقي: فيه أنه ينبغي للمعلم والمفتي ذكر العلة مع الحكم؛ لأنه أدعى للقبول والمبادرة، وكأنه إنما ذكرها لاستبعادهم عن ذكر الله في محل قضاء الحاجة، وفيه أيضا تقديم ذكر العلة على الحكم لمصلحة تقتضيه

( ابن السني ) في عمل يوم وليلة (عن أنس) بن مالك، رمز لحسنه، ورواه أصحاب السنن الأربعة عن زيد بن أرقم بلفظ: إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث، قال الترمذي : في إسناده اضطراب، قال مغلطاي: وليس قادحا، ومال أبو حاتم البستي إلى تصحيحه، وأخرجه الحاكم من طريقين وقال: كلاهما على شرط الصحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية