صفحة جزء
9612 - وأي داء أدوأ من البخل؟ (حم ق) عن جابر (ك) عن أبي هريرة - (صح)


(وأي داء أدوى) أي أقبح، قال عياض: كذا روي غير مهموز من دوي إذا كان به مرض في جوفه، والصواب: أدوأ بالهمز من الداء، لكنهم سهلوا الهمزة (من البخل) أي عيب أقبح منه، وأي مرض أعظم منه؟ لا شيء أعظم منه؛ لأن من ترك الإنفاق خشية الإملاق لم يصدق الشارع، فهو داء مؤلم لصاحبه في العقبى، وإن لم يكن مؤلما في الدنيا، فتشبيهه بالداء من حيث كونه مفسدا للدين مورثا له سوء الثناء، كما أن الداء يؤول إلى طول الضنى وشدة العناء، ومن ثم عد بعضهم هذا الحديث من جوامع الكلم، والبخل: بفتح الباء والخاء، وبضم الباء وسكون الخاء، كذا في التنقيح

(حم عن جابر) بن عبد الله (ك) في المناقب (عن أبي هريرة ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس، وإنا لنبخله.... فذكره ثم قال: بل سيدكم عمرو بن الجموح ، وفي رواية: بشر بن البراء ، وذكر الماوردي أن للسبب تتمة، وهو أنهم قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: إن قوما نزلوا بساحل البحر فكرهوا لبخلهم نزول الأضياف بهم فقالوا: نبعد النساء عنا لنعتذر للأضياف ببعدهن، وتعتذر النساء ببعد الرجال، ففعلوا، فطال عليهم الأمد، فاشتغل الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فذكره.

التالي السابق


الخدمات العلمية